عبده جدعون على موقع ملاعب

الرياضيّون وسِلاح الأمل

الرياضيّون وسِلاح الأمل

08-05-2021

يُواجه الرياضيون في الوطن حَجم التحدّيات الحاليّة والمستقبليّة وعَودتهم الى مُعترك المنافسات والتحدّيات المنتظرة محّلياً

وعربياً ودولياً، نظراً لظروف الحَجر الصحّي في البلد والعالم، ولضُعف الإمكانات الماديّة المستجدّة، ما جَعَلها ترتكز حالياً على

الألعاب الفرديّة بسبب تكاليفها الأقل من الألعاب الجَماعية، وعدَم إكتظاظ الجمهور فيها، بالإضافة إلى إحتراف القياديين والفنيّين

المُشرفين على تطبيق إرشادات وزارة الصحة منعاً للعدوى.

بَيد ان التكاليف التي تُصرف على الألعاب الجَماعية ككرة القدم والسلّة والركبي وغيرها مِن الألعاب، لو يخصّص منها 20 في

المئة للألعاب الفرديّة من إجمالي ما يُنفق، سنُشاهد أبطالًا لنا في معظم الدورات ومنها الأولمبية على منصّات التتويج كل 4

سنوات.

إلا أن الأمر مرتبط بالفِكر المتجدّد والتطوير لدى كلّ مسؤول عن هذا القطاع، بدلاً من تحوّل المشروعات الرياضية المرتقبة

حبيسة الأدراج! عليهم وضعها على أرض الواقع، والأبحاث والمؤتمرات السابقة إلى حيّز التطبيق، ومسؤولون مستحدثون

يُمسكون بزمام الرياضة في الوطن، يعبُرون بها إلى دائرة الإهمال والمشاكل فيما بينهم، يتعامون عن التحضير للإنجازات

والبطولات حتى نعود مثلما كنّا في الصدارة قبل الإنقطاع لسنتين بسبب الوباء.

والمشكلة، أضافوا عليها المناكفات ألتي لن تُجدي نفعا لا اليوم ولا مستقبلًا، والأهم فيها غياب الإستراتيجية الموحّدة لصناعة

البطل، وإرتباط البرامج بأشخاص محترفة "مهشّلة" عمداً، وفي حال رحيلهم تضيع هذه البرامج ولا تُستكمل!

هنا نسأل؟ في عملية إحصاء بسيطة، كم من الكؤوس والميداليات وإعتلاء المنصات حصدَتها الألعاب الجَماعية للوطن؟ وكم

حَصَد منها أبطال لنا في الألعاب الفرديّة؟ وكم كانت التكاليف لكل منهما؟ نقول هذا متمنّين ألا يُنتقص من مساندة أي لعبة، بل

بسبب ضعف الدعم للموهوبين في الألعاب الفرديّة والتركيز على الألعاب الأكثر شهرة جماهيريا. لكن، حين ندعم الإتحادات

الفرديّة، يُصبح الأمر الذي سيوفّر الحياة الكريمة للآعب، وسيزرع في داخله الراحة والطمأنينة، ويدفعه لمواصلة العطاء

والتميّز، ويشجّعه على التألق لرفع راية بلاده في مختلف المحافل الخارجية.

نستشهد كما أعلن مثلا: ان صندوق التضامن الأولمبي منح مساعدات ماليّة لإبطال في الرماية والجودو والمبارزة والعاب القوى

والسباحة وكرة الطاولة والتايكواندو والركبي والتزلج (لاحقاً) والمصارعة خلال التصفيات الآسيويّة القاريّة المؤهلة إلى

أولمبياد طوكيو 2020 بالإضافة الى مِنحة تعليميّة وتدريب تأتت جميعها من الألعاب الفردية بالرغم من ضعف المساعدات

الماديّة مِن الجهات الرسميّة في الدولة.

صحيح وصل هؤلاء الأبطال إلى الإستحقاق الكبير في طوكيو، فيعود الشكر والإمتنان إلى إتحاداتهم وأهالي الأبطال الذين ساهموا

وضحوا معهم مدى سنين طويلة للوصول إلى ما وصل اليه هؤلاء الذين نفتخر بهم اليوم.

كم من موقع رياضي وصحافي في لبنان حاول إبراز آرائهم وأهدافهم ورؤيتهم وطموحاتهم للمستقبل؟ أوعن كيفية إنجازات

وصولهم إلى تلك المراكز العليا في الوطن؟ مع ان هؤلاء سيحملون معهم وجه لبنان الحضاري إلى العالم مِن ثقافة وعلم ورؤية،

ونحن لا نزال نعظّم أبطال العالم على مواقعنا ونتجاهل أبطال الوطن، مع الإحترام لعدد قليل من المواقع التي أضاءت ببضع كلمات

على البعض منهم وبخجل.

نتمنى على الأصدقاء في الصحافة الإهتمام الجدي بالإضاءة على هؤلاء الأبطال وإجراء مقابلات منفردة أو جَماعية عن كلّ لعبة

علّها تشدّ عزيمتهم وتشجّع من سيأتي بعدهم للمثابرة وتحقيق الطموحات، فهذه أدنى مسؤولياتنا تجاه إبراز صورة المجّلين في

الوطن الرياضي. نأمل ذلك.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2021

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق