عبده جدعون على موقع ملاعب
رياضة الف ليلة وليلة.
رياضة الف ليلة وليلة. 27-10-2022 أين أنت يا شهرزاد لتنقذي قطاع الرياضة في لبنان من ظُلم شهريار الملك الذي راح يفتك بأعناق النساء بعد تعرّضه للخيانة مِن عقر داره، حيث راحت تقصّ عليه كل ليلة قصّة من نسج الخيال ولا تُكملها إلا في الليلة التالية، وكان الملك يتشوق لمعرفة نهاية القصة ولا يقتلها ليعرف ما هي النهاية، وصل عدد القصص ألتي روتها ألف قصة في الف ليلة وليلة، حتى شفي الملك من كره النساء وأحبّ شهرزاد وعاد إلى رشده. مِن القصص التي روتها شهرزاد في الليلة الأولى، كانت قصة بطل من الرياضيين الأبطال الذي راح يستمزج مواقف بعضاً من حاشية الملك تجاه شخصه والرضى عليه، علّه يدخل ولو من ثقب الباب بغية الحصول على منصب أو مركز من الطراز الأول في المملكة. ولمّا أعياه التعب من القيل والقال، جلس يتفحّص ما سمعه من الأقربين، فلم يعجبه الأمر، وإذا بمعمّر أكل الدهر عليه وشرب ماراً بقربه ليسأله عن الحال والأحوال في المملكة؟ في مجريات أخبار البطل، شعَر المعمّر بيأس هذا الرجل، فطلب منه أن يتبعه إلى الشاطىء ربما توصله الطريق نحو جنائن الملك ألتي يحلم بها كلّ طامح، وفي المسار، صادف مجموعة بحارة تلفّ شباكها وتغسلها بعد صيد بعض ثمار البحر. بعد التحية والسلام تجَمْهر حولهما بعض الصيادين، راح كل واحد يسرد ما جرى معه في عرض البحر، وما كانت الحيلة ألتي مكّنتهم من إصطياد ما يحلو لهم من الغنائم لإطعام عيالهم، شعَر البطل أنه وصل إلى المكان الذي يشبهه تماماً ويتمناه. حينها طلب من الصيادين إستئجار شباك وقارب ليبحر به في عرض البحر علّه يصطاد بعضاً من تلك الثمار ليقدّمها هدية للملك، لربما يرضى عنه ويضمه إلى حاشيته، تجاوب معه صياد ونال ما أراد، ابحر بالمركب حتى وصل إلى مسافة غير بعيدة، رمى شباكه منتظراً الفرَج والأفكار تترنّح مع الأمواج حيث راح يخطّط عن أسلوب يليق بتقديم كل ما سيصطاده إلى الملك. بعد مرور ساعتين من الزمن والأفكار تكبر في راسه، عاد إلى الشاطىء ليسحب شباكه والمعمّر في إنتظاره، كانت المفاجأة والصدمة عليه بفراغ الشباك من الثمار وما علِق فيها سوى بعض الحشائش وسمك الـ "ابو سيف" الذي لا يؤكل، نزل من القارب وهو يتمتم ويلعن حظّه، ولمّا فرغ من التمتمة، تمنى عليه المعمر إصطحابه بالقارب لأنه ضليع وسبق له إن أبحر مرّات عدّة وجنى الكثير من الأسماك. أبحرا سوياً وطلب منه أن يبتعد عن الشاطى إلى العمق البعيد، وهناك ألقى الرجل المعّمر شباكه فامسك نحو 30 سمكة فصارت الشباك تهتز من شدّة "البرعطة"، عادوا سريعاً إلى الشاطىء حيث ساعدهما من بقي من الصيادين، فاعترتهم الدهشة على ما إصطادوه، إقتسمها البطل مع المعمّر وراح بها إلى قصر الملك، وهناك إستقبله الخفير فأخبره أنه سيقدّم للملك تلك الأسماك، فحوّله إلى قائد الحرس، إستلم القائد الأسماك وقال في نفسه إنها كمية كبيرة وما حاجة الملك بهذه الكمية، أخذ منها عدة سمكات من الحجم الوسط لعائلته وارسل الهدية إلى مستشار الملك، تفحّصها المستشار جيداً وقال في نفسه أيضاً ما حاجة الملك لكل هذا الأسماك، يلزمه فقط إثنتان من الحجم الكبير، فاخذ الباقي إلى عائلته وسلّم الملك الهدية، سأله الملك من أين إصطدتم هذه الأسماك الرائعة؟ ردّ عليه إنه صياد من الساحل، جاء بها لجلالتكم، طلب الملك من مستشاره أن يكافيء الصياد بشبكة صيد جديدة للتعويض عليه، وعاد البطل خائباً يفتّش عن وسيلة أخرى ولا يزال. غالبية أهل قطاعنا الرياضي، تتسابق للمراكز والمناصب لتقاسم الحصص، ولا يصل إلى القطاع برمّته سوى القليل مما تبقّى من المطلوب له، لأن نَمْلنا يجرّ القمح حبّة حبّة خارج القوافي ويقتات بها المحاسيب والأزلام، والشِباك بين أيديهم ولا يجيدون إستعمالها كما يجب، ونتيجة الغالبية المُمسكِة بالقطاع، أنهم فضّلوا أكل السمك لا إصطياده... ومرحبا رياضة. عبدو جدعون |
جميع الحقوق محفوظة © 2022
ABDO GEDEON توثيق