عبده جدعون على موقع ملاعب

نتعامل رياضياً مع الأقنعة لا مع الوجوه!

نتعامل رياضياً مع الأقنعة لا مع الوجوه!

26-01-2023

ماذا يبقّى في الرياضة مِن أصالتها حين يتولاّها مِظليون ومَدّاحون؟

أمضيت سنين عدة وأجزائي مبعثرة على الملاعب وفي الإدارات ولم أجد في غالبية الإدارات مصباح، لهذا أخشى أن تُطارِدنا الشياطين والأشباح لتقذف أجلاؤنا وألعابنا نحو الهاوية.

الكذب والرياء مِلح أشباه الرجال، ومع تعدّد أنواع الأقنعة وأشكالها، نخال أنفسنا في محلاّت بيع الأقنعة، أقنعة بريئة وأقنعة متوحّشة كالذئاب المَسعورة، وكلّ مشهد لباس يدلّ على ما يُضمر صاحبه، وحين تَسقط الأقنعة تتعرّى الوجوه فتصبح غالبيتها رخيصة.

هنا نسأل، لماذا لا يَظهرون بوجوههم الحقيقة؟ هل لأنها معروفة بالخبث والشيطنة، وتكشِف حقيقة نفوسهم المريضة المزيّفة؟ إذا تحدّثوا كذِبوا، وإذا وعَدوا أخلفوا، وإذا تنفّسوا لوّثوا، وحتماً عند سقوط الأقنعة يتبين لنا أنانية أصحاب المصالح بسقوط القناع عن القناع!.

هل نحن نعيش في زمن الأقنعة؟ فكلمات البعض قد تكذِب، لكن التصرّفات تقول تعكس الحقيقة، وبعض الناس ليسوا مُخلصين سوى لإحتياجاتهم مِن الآخَر، بمجرّد أن تتغيّر حاجاتهم أو تنتهي المصلحة، يتغيّر إخلاصهم مع الآخَر، فتسقط الأقنعة عند إنتهاء المصالح. لسوء زَمننا، إن من يرتدون تلك الأقنعة كثِروا، ووجوههم مِن ورَق، وجيل اليوم يَحلم بزمَن يَعيشه بدون أقنعة.

للرياضة وجه واحد يشبه براءة عيون الأطفال حين تَسعى لتكتشف الحياة وما فيها، والشبيبة الرياضية تتزوّد من أجلاء القطاع المولودة من أرحام التجارِب، تكتسب معرِفة الفارِق بين المستوى والتدهور، بين العلو والإنحطاط، بين السمو والدرك ليبنوا القاعدة الفضلى لمسارهم، وليس على المزاج المصطنع والهرطقة الآنية.

إخلعوا الأقنعة أيها المُراوغون في بعض الإدارات الرياضية وبعض المكاتب، القدَر ليس قدَرِكم وحدَكم، فليكن الجلوس معكم وجهاً لوجه دون أقنعة ولا قفازات، نتسابق على إعلاء مستوى الأداء والعطاء والتضحية، لإنهاض ما بقي من ألعابنا الرياضية الناعسة، ونشدّ هِمَم وكلائها علّها تستفيق من غيبوبتها المزمنة.

ليكن ظاهرنا حرير وباطننا حرير، ولنكفّ عن النظر إلى رياضتنا في مرآة المصالح الضيقة، ولنكن العِبرة لمن يعتبر كما يراها أجلاء القطاع، ونترك الأمنيات والتمنيات للجمهور الرياضي، لا كما نسمع ونقرأ من مسؤولين يشبعوننا تمنيات ويجب ان يكون و... وهم متقوقعون لا حرَكة ولا برَكة والتنظير سيّد معظم الإعلام والمواقع.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2022

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق