عبده جدعون على موقع ملاعب

خلافات واختلافات في رؤيتنا للرياضة.

خلافات واختلافات في رؤيتنا للرياضة.

24-12-2022

الرياضة اللبنانية تدفع ثمن التفاهم والخِلاف، ونحن نؤمن أنّ الخلاف في الرأي يشجّع على الإبداع، والخلافات في الرؤيا تكوّن سدّاً مقابل النجاحات، والعِلاج لذلك في الثقافة الرياضية، وأن من دون الفنّ والثقافة والتواضع والحِوار لن يكون هناك إدارة حسَنة في القطاع ولا تحفيز للاقتصاد حتى يشفي الغليل.

الإستئثار الذي نراه على كلّ الصعد، هو نتيجة الجَهل والأنانية والجَشع وقصر النَظر، فنفخ العضلات على المواقع والشاشات لا تُجدي نفعاً، وما إنكشف على العموم حتى الآن هو أن اليد الغليظة المبطّنة لا تُنتج ملائكة، على الأقل تُنتج عدَم الرؤيا، وتقوم على المصالح العارية المغطّاة بالشِعارات الكبيرة.

من المفارقات أن الإختلاف والخِلاف في الرياضة مادّة واحدة تقوم على التنازع على الحقوق وتعارض المصالح، لقد تربينا على فكرة الإنتصار والغلَبة وليس على فكرة التعدّدية والتشارك ومحاولة الفَهم والقبول بسِلميّة التعايش ضمن مُجتمع متعدّد، فبمجرد ما إن تختلف مع أحدهم في الرأي، تجد أن الخِلاف إتخذ شكلاً آخر ومنحى آخر إبتعد عن الموضوعية الى الشخصنة، فلم يعد خِلاف وإختلاف بين رأي ورأي، بل أصبح خلافاً وإختلافاً بين شخص وشخص ويتحوّل الأمر إلى محاولة إقصاء الآخرعن طريق إهانته وتصل إلى حدّ القطيعة والكراهية، حتى يصِل الأمر بمعادلة إمّا نحن أو لا أحد.

لذا، علينا أن نتعلّم وننشر ثقافة الحوار بأسلوب راقٍ ونروّض فكرنا وأنفسنا عليها كي نتقبلها عن رضا وقناعة، وأن يكون نقاشنا موضوعياً بدون أن نتعرّض لخصومنا بإتهام أو إزدراء أو إهانة، وإلتزام الفَرد بهذه الأسس، والقواعد كفيل بإرتقائه في حِواراته مع الآخرين، هي العَودة إلى التفاهم بعد كلّ ما قيل. يقول ألدوس هكسلي: "الخبرة ليست ما حَدَث لك، بل ماذا فعلت لما حدث لك".

فمتى نتعلم هذا الدرس قبل "خراب البصرة"؟

أهل الكرة الطائرة في لبنان خاضوا ويخوضون بعد ايام، حرب داحس والغبراء من أجل ناقة البسوس ويا للعجب، أين مسؤولو الأندية ألتي نامت في سبات عميق، لا أحد رفّ له جفن حيال ما يجول داخل الأدمغة السوداء وتلك الأبعاد

المفبركة، غرِقت في مستنقع بمقدار شِبر ماء، الموت ليس بنعاس، يُجاهر البعض بأن لعبة الكرة الطائرة تسري في عروقهم منذ الطفولة، هذه أضحوكة وإشاعة مضلّلة لا صدق فيها، ألفها الحاقدون ونشرها الحمقى وصدّقها الأغبياء.

بعد النجاح الباهرعلى كأس صيف 2021، وذهبية سيدات غرب آسيا 2022 في نسختها الأولى، وبطولة العقبة الشاطئية في الاردن، والتحضير الكامل لبطولة موسم 2022، إستفاق الحسَد والأفكار الشيطانية لغايات غير رياضية، فراحوا يحرقون الصورة الجميلة من أجل رمادها ولم يستشعروا بذلك ألماً.

ها نحن قادمون في شهر شباط 2023 على بطولة المنتخبات العربية في الكرة الطائرة للذكور والإناث في دولة الكويت الشقيقة، نتمنى لهم الإنتصار والدعاء للاعبينا المشاركين عدم التأثر بما يجري اليوم، لأنها غيمة ومارقة، وستنهض اللعبة بجهود الخيرين الداعمين للرياضة في لبنان.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2022

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق