عبده جدعون على موقع ملاعب

التربية المدنية والرياضة.

التربية المدنية والرياضة.

24-10-2022

التربية المدنية في بلادي نِسبتها ضئيلة، وأول معاني هذا العنوان هو السلوك نحو الآخر. فإذا كان ضعيفاً يجب أن تساعده، وإذا لم يكن في حاجة، فعليك أن تتعاون معه لمساعدة الآخر.

في رياضة الوطن، نَسمع ونَقرأ ونُشاهد، ونادراً ما تكون الحقائق متوفّرة فيها، والفجور السياسي بالناس مِن تدمير لكرامتها، يتشاجرون في حقد وكراهية وأنانية جرمية حول مقعد يحاولون كسر قوائمه عمداً، والبلد يُقال عنه انه يَموت، بل يُقتل من أهله بأساليب التهريج السياسي والأنانيات والعَيب.

في نظرهم، التربية المدنية وإرتباطها بالرياضة درس نظري يتعلّمونه في المدارس بشكل هامشي لرفع العتَب لتعبئة البرنامج، ولم يعلموا أنه واجب من واجبات الحياة الإجتماعية، وأن ما دوّن في الكتب وقيل في الأخبار ونُشر في الصحف ليس درساً نظرياً، بل واجب يُقرأ قبل النوم، لكي يُقرأ قبل ألهِمم.

كم يُعاني الرياضي من رؤية المشاهد المحزنة، والعوز لم يكن أمراً وارداً في حياة الكريم ألذي أذِل، فلم يبقَ له في وجود بعض الزمر السياسية، سوى الرحمة.

لو مارسنا ما تعلمناه من كُتب التربية المدنية لما وصلنا إلى تكليف معظم من كلّفناهم حتى أوصلونا إلى هذا الدرك من اللعب بحقوقنا وما هو لنا ومن حقنا الإستحصال عليه بالذل. هنا وهناك مَن يرغبون في إحتكار العناوين البارزة كي يعلو كعبهم شعبوياً، ويغفلون عن ممارسة أساليب الحوار والإنضباط بغية تعزيز مقاربة واقعية للقضايا المجتمعية للوصول إلى المواطنة الحقيقية.

لكي تتمكن المجتمعات "بما فيها القطاع الرياضي" من تحقيق أهدافها في إيجاد المواطن والإنسان الفعّال في بيئته المحلية ومجتمعه الإنساني في شكل عام، فقد إستلزم الأمر الإستعانة بالتربية المدنية لتحقيق هذه الغاية السامية، عبر مناهج تشمل منظومة متكاملة من الإتجاهات الحديثة لبناء شخصية الأفراد بما يكفل للعملية التعليمية ان تسير ضمن إطار فلسفة تربوية تساعد الأفراد في الإنتماء الى مجتمعهم بما يُسهم في تحقيق أهداف المجتمع نحو إعداد الإنسان القادر على بنائه وتطويره وتحقيق طموحه وتطلّعاته المستقبلية.

من تلك الإتجاهات الحديثة "التربية المدنية والتربية الرياضية" ألتي تحمل في مضامينها ترسيخ التضامن الإجتماعي وتزويد النشء بالمعارف والقيَم والمهارات المفيدة ألتي تُساعدهم في التمتّع بحقوقهم، والقيام بواجباتهم والمشاركة في إتخاذ القرار، والمساهمة الفعّالة في شؤون المجتمع بغية إستدامة الرخاء والسلام في حياتهم والرقي بمجتمعهم.

شعار الرياضي الحقيقي "كلنا للوطن للعلى للعلم"، يجهد بغية رفع رايته على منصات الدورات والبطولات الرياضية في الداخل وفي العالم، ويعود الفضل في تحقيق أهداف ما تعلمّه في البيت والمدرسة والجامعة والحياة والمقتدرين الذين يعرفون نبل الرياضة، حيث ظلّت الغالبية في النشاطات الميدانية والإدارية في جانب التربية المدنية بإنفتاح متحاشين أساليب السياسة السياسية، وحينما داهمت "البعض" الفوضى، هزمها الجهاديون، بإعتقادهم أن ليس كلّ ما نراه هو كلّ ما نقشع، واليوم، نرى الجهاديون يعتلون المنصات، وهؤلاء البعض في الشوارع يتزلفون بالمكر.

نعم، التربية الوطنية ثم التربية ثم التربية، هذه هي ثروة الجيل الصاعد لإنهاض الوطن.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2022

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق