عبده جدعون على موقع ملاعب
قطاع رياضي تحرّكه خِيطان مَن هُم وراءَ الستارة.
قطاع رياضي تحرّكه خِيطان مَن هُم وراءَ الستارة. 21-01-2023 قبل ثورة الإِنترنت وتطبيقاتها، كانت السلوى الرائجة بدائيةً ساذجةً عفوية، منها "صندوق الفرجة"، يتكوَّم أَمامَه الأَولاد حاشرين أُنوفَهم وعيونَهم في مناظير الصندوق الخشبيّ ليُتابعوا قصصاً بطوليةً عنترية يديرها بيده صاحب الصندوق وينادي"تَعا تْـفَرَّج تَعا شُوف"، ومنها أيضاً مسرحُ الدُّمى الذي كان يستقطب جمهوراً مِن الأَولاد يتابعون قصصاً عبْر شخصيات تلك الدُّمى يحرِّكها من خلف الستارة، بارعٌ، علَّق في أَصابعه خيطان كلّ دمية، ويتلاعب بصوته كي يُـنَـقِّـلَ الحوار بين تلك الشخصيات. أَتى بي اليوم هذا الموضوع واصفاً وضعنا الرياضي مع غالبية مظليي القيادة في القطاع كدمى تحركها خيطان من خلف الستارة، وبعض جمهورها يصفّق ويتحمّس ويؤيّد ويُعارض، وتَكتب الصحف وينظّر المنظّرون ويكثر المُنجّمون ويحتشد على الشاشات المحلّلون، ويهوبر في الشارع الأزلام المؤيدون، والناس يصدّقون أن الذي يجري بإرادة قياداتهم يقرّرون وينفّذون ويهدّدون برفع الأيدي أو برفع المعاصم، ومعظم الجمهور الرياضي يتْبع ويصدّق ويناقش ويتخاصم، و"أَصحاب القرار" ينبسِطون فَرَحاً وإغتباطاً لإِمساكِهم بالقيادة وتحَكُّمِهم بالنفوس. هنا ساحة، هناك ساحة مقابلة، وهناك ساحات "مع" و"ضِد". لكنّ جمهور المظليين غير مُدركين بأن ما يجري ليس بإِرادة قياداتهم، بل بأَيدي مَن هُم وراء الكواليس يحرِّكون دّمى معظم القطاع الإداري والفنّي واللوجستي، والغالبية تُحرّكهم خيطانُ مَن هُم وراءَ الستارة مِن أصحاب مصالح محليّة أَو جيرانية مناطقية أَو هرطقة سياسية، فالأَصابع تُحرِّك الخيطان، الخيطان تُحرِّك الدمى، الدُّمى تُحرّك الجمهور، والجمهور يصفّق ويتحمّس ويصدِّق بكل سذاجة، بالأَمس كان إسمُها "خيطان الدُّمى"، اليوم صار إسمها "ريموت كونترول"... لكنّ المشهد واحد، والمسرح واحد، وجمهور خلف الستارة لا يزال هو هو، والمنادي هو هو، ولا يزال ينادي "تَعا تْفَرَّج تَعا شُوف". في المقلب الآخر هناك مَن يّعمل بصمت وعلى المكشوف، لا ستارة مغلقة، ولا غرف سوداء، ونتابع أدائهم المبهر من على كافة المواقع والشاشات وتحصد نتائج بارزة تُفرح قلوب أبناء الوطن. الى متى ستبقى تلك الوجوه الصفراء تستغل إنتصارات الآخرين وهم لا ناقة لهم فيها ولا جَمَل ويدّعون أمام الشاشات أنهم "بي الصبي"، والغالبية منهم أشبه بصندوق للفِرجة وكدُمى محرّكة. بوركت الأيادي البيضاء ألتي تُساهم وتُساعد مادياً ومعنوياً على أرض الواقع بغية إنهاض ما تبقّى من ألعاب رياضية. عبدو جدعون |
جميع الحقوق محفوظة © 2023
ABDO GEDEON توثيق