عبده جدعون على موقع ملاعب

لا يُلدغ الفَهيم من جُحر واحد مرتين.

لا يُلدغ الفَهيم من جُحر واحد مرتين.

16-07-2021

قال ألبرت أنشتاين: إذا أردت أن تعيش حياة سعيدة فأربطها بهدف وليس بأشياء أو أشخاص.

سمعنا وقرأنا ان الإنتخابات النيابية باتت قريبة وجاهزة للتنفيذ بين شهري آذار وأيار من العام 2022. فسرَحت التكهّنات عن إحتمال طرح أسماء المرشحين المحظوظين في المناطق والأقضية والمحافظات وإحتمالات الترشّح حسب التوزيع الطائفي عن كلّ منطقة.

كالعادة، كل من سَبق له وتولّى مركزًأ رسميًا أو نيابيًا أو وزاريًا، بدأ يمشّط ذقن إبنه أو إبنته أو أخيه ولم ينس الجيران، ويستغرب المواطن تجهيل أسماء أبناء الشعب الذي روّجوا عنه أنه هو من أفسد ونهَب الدولة، وهم مَن أصبحت ثرواتهم (سياسيون ومديرون عامون ومسؤولون ونافذون) طائلة في مصارف لبنانية وأجنبية، هل هي مداخيل مشروعة راكمت ملايين الدولارات؟ أو الشعب هو الذي نهب المال العام؟.

في الرياضة وصلت الرسالة بتنصيب المنتفعين وبعض المغمورين بالجاه والعظمة، وفي الباطن أصبحت دون شك تصفية حسابات سياسية، وإعتبروها إنجازاً وطنياً والآتي أعظم.

المفارقة، ان كلّ مسؤول سابق ما زال يعتقد ان الأيام الماضية ستتكرر وأن حظوظ الأكابر الفاسدين مضمونة كسابقاتها في الإستحقاقات الإنتخابية، وان الناس ستنسى الإذلال والضيق الذي مورِس عليهم من بعض تلك المنظومة التي أكلت ولم تشبع، وكذلك إعتقادهم أن المواطنين ستؤيد طروحاتهم المستقبلية وعلى رأسها منظومة نعمل لأجْلِكُم، ويتناسون إنهم عَملوا لقرب أجَلِنا.

إن عدد المنتسبين والمستفيدين والمؤيدين للأحزاب في لبنان لا تتجاوز الثلاثماية الف شخص، والباقون هل هم أغبياء ليصدّقوا المعزوفات السابقات التي أوصلتهم مفاعيلها إلى جهنّم كما قالها بإشمئزاز فخامة الرئيس؟

عدد الرياضيين والرياضيات والجمهور المؤيد لشفافية الرياضة وطهارة أهدافها وباقي المستقلين من شعبنا المؤمن بمكونات الوطن الواحد الموحد، لمن سيعطي وكالته في الإنتخابات المقبلة؟ الى من سبق وذلّهم على كل صعيد؟ و"المتعترسون" لا يزال بعضهم يُتحفوننا بالتنظير والرّد على الأقوال والتصريحات بدل الأفعال كي ينهض البلد والمواطن على السواء؟.

سَكبوا جالَ غضبهم على الأهداف التي تحمل بالبلد والمواطنين إلى الشاطىء الآمن، إلى أن وصَلت بهم الوقاحة إلى التصويب على الرأس والقلب دون ألم ولا توبة.

جوقة سياسية مؤلّفة من كتّاب وسياسيين، تكْمن مهمتها في إختراع الأزمات وإسقاطها على الواقع السياسي وتسويقها للناس، ومنطقها هو الإبتزاز فقط لا غير والدلائل واضحة يومياً وضوح الشمس، جعلوا المواطن يعتاد على سَماع أحاديث النميمة والكذب والإحتيال والخيانة من كافة وسائل الإعلام بإسم الحرية، ليبقى رأس الناس ملبّك، وتنسى حالها وحياتها مع عيالها ويبقى عائشًا بقلق دائم على ما يجري.

في التسعينيات قيل " فقّر الناس بتشتري على الرخيص" هكذا جرى ولا نزال نشعر ان هذه المنظومة القذرة لا تزل سارية المفعول والبرهان، اليكم أين وصَلت بنا الأمور.

قيل إن الشعب يحتفظ بالمليارات في المنازل، وها نحن اليوم نُجبَر بعد إقفال صناديق المصارف على صَرف ما جنيناه بعرق الجبين ليوم الضيق، وهم ما زالوا ينتظرون نهاية المخزون المنزلي لإيصالنا إلى بيع ما تبقّى لنا من جنى عمر العائلة من الوالد إلى الجَدّ.

والسؤال الأخير، هل نحن بُسطاء أو مظلومون؟ هل نُلدغ مرتين من منظومة القرن العشرين؟ أرقام الصناديق الإنتخابية ستتكلّم.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2021

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق