عبده جدعون على موقع ملاعب

الثقافة الرياضية في لبنان

الثقافة الرياضية في لبنان

03-03-2021

الثقافة الرياضية هي إحدى أنواع الثقافات العامة التي يتمّ بناؤها على أساس النواحي المعرفية، ويمكن تعريفها أنها قدرة الفرد على التعامل مع المواقف الرياضية المختلفة سواء كانت تختص بالقوانين الرياضية وممارسته الفعلية لها، كونها تُسهم في بناء شخصية إنسان لآئق من الناحيتين الإنفعالية والوجدانية يتّسم بروح التعاون والتضحية، وقدرته على إستثمار هذه المعرفة بالكَم والكيف الذي يتطلبه الموقف.

هناك المتوفّر أمامنا في قطاعنا الرياضي العام، من يتفوّق على غيره أفقيا بحكْم مجال اللعبة أو الألعاب في النضج المعرفي وقدرته على إستثمار هذه المعرفة في المواقف التي هو منها وفيها. وآخر يتفوّق على غيره عاموديا بحكْم مجال التخصص والخبرة والكفاءة في تنظيم وإدارة هيئات مختلفة حتى أن يحاضر فيها على مستويات دولية، والغالبية منهم يماشي الأمور أفقيا مع محيطه وبالناس في المجتمع ومع عدد من المستويات الفكرية الرياضية يناقشون كل موضوع مطروح ويبدون رأيهم فيه وعلاقاتهم العامودية متواضعة.

هذا يعني ان المتفوق بالثقافة الرياضية له دور واسع في مواقع المسؤولية، يتطلب بداية، التحلي بسلوك متحضّر، وذهن منفتح، ورؤية شاملة، وتسامح فِكري، وسِعة إطلاع على ثقافات ومصادر مختلفة، والأنانية فيها مفقودة. ويليها الطبيعة الإنسانية بالإطار العِلمي في تنظيمها لتصبح أساسا لكل نجاح فيها.

إنتخاباتنا الإتحادية أفرزت قامات نفتخر بأشخاصها علْميا وثقافيا، وبتفانيهم لخدمة المصلحة العامة، والتمسنا نجاحاتهم فيما مضى إلى أن بادلهم مجتمعهم بالتأييد لإكمال مسيرتهم وهذا ما جرى. وفي المقلب الآخر تبدّلت المعطيات والتدخلات والمساومات والمحسوبيات وعدم الوفاء من البعض في شراء الضمائر بثلاثين من الفضة، فنال كل واحد نصيبه من الهدف النبيل وهُمّش بعض أصحاب النجاحات كالبحارة بين العاصفة والريح وصار يلّلي صار.

واليوم نسأل هل هم قادرون على إستيعاب كل عوامل النهوض بالقطاع الرياضي في ظل بلد محجور واستحقاقات رياضية متوقعة؟ مع التأكيد على ان اللجان السابقة تمّمت ما توجب عليها من تحضيرات وهذا ما أعلن عنه سابقا.

وبعد ؟

لم نقرأ عن برامج مفصّلة طيلة فترة الترشّح سوى ما كُتب على المواقع الرياضية عن لسان بعض الناجحين لآحقا، هنا نشعر أن السياسة السياسية التي خسِرت تأييد معظم شعبيتها كما يظهر إعلاميًا، تحاول التمسّك بقطاعات شبابية رياضية وطلابية وغيرها، تكون بمثابة منصّة لإعادة إيقاظها من خلال الرياضة وإداراتها للمستقبل القريب يعني الإنتخابات الطلابية والنيابية والبلدية وغيرها، وتغض النظر عن مستوى الكفاءة القيادية رياضيا وتركّز على الإنتماء والتأييد الحزبي ولو كان مبطّنا في الوقت الحاضر.

الملاحظات عن هذا الموضوع ملموسة ومتوفرة في التصريحات الموثّقة بلسان بعض القياديين المنتخبين الجدد في الإعلام، حين نسمعهم اليوم ونقرأ تصريحاتهم المتجددة تصبح الأمور واضحة عما صرحوا به سابقاً ونؤكد على ان البعض الآخر كان ولا يزال متحفّظا عن التعاطي في الشأن الرياضي مغلفا بالسياسة.

إلى هنا وصلت بنا الثقافة الرياضية وسياساتها السياسية في بلد يحتضر أخلاقيا لمصالح لا تمتّ الى طهارة الرياضة بصلة وغدًا لناظره قريب.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2021

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق