عبده جدعون على موقع ملاعب

لبناننا كان رياضياً وسيعود.

لبناننا كان رياضياً وسيعود.

01-06-2021

إعتنى لبنان بالرياضة منذ العصور الأولى من التاريخ، وأبرزها كانت حَقبة قدموس أمير صور الذي حملَ مِشعل الحضارة في عصره الفينيقي، وأضاء عقول شعوب البحر المتوسط وبلاد الإغريق، ونشرَ الحرْف إلى العالم، وبنى مدينة "طيبا" في بلاد اليونان وقلعة "قدميا" والمعابد في كافة المدن، وكان أول من أقام المهرجانات الرياضية تكريما للمعبودات الفنيقية، وأطلق من "كورونتوس" المهرجانات الرياضية الدينية، وقلّد أكاليل الغار للفائزين في مباريات الرياضة، وإنتشرت هذه المهرجانات في سائر المناطق الإغريقية ومنها "أولمبيا" حيث بدأت الألعاب الأولمبية في العصر الحديث، ونحن مِن خلال صمْتنا نؤكّد بأن الإغريق هم الذين إبتكروا الألعاب الأولمبية.

إننا لا ننكر حقّ الإغريق في إحياء هذه الألعاب ونشرِها، فلهُم الفَضل الأكبر في تعميمها، لكن أين حقنا في تاسيسها وإنتشارها؟.

إقرأوا ما كتبه مؤرخوهم، أكدوا أن مهرجاناتهم، أسسها أبطال مؤلّهون تكريما لمن سبقهم من آلهة، هم أيضا أبطال في الرياضة لتمجيد وتقديم القرابين لهم، حين كانت العبادة تقديس قوى الطبيعة التي يجسّدها أبطال من البشر، هؤلاء ألألهة الذين كانوا من البشر، تعرّف اليهم ألإغريق من طريق الفنيقيين الذين كانوا في الوقت نفسه أبطالا في القوة والعظمة والرياضة.

أليوم، وبعدما أصبحت الرياضة عندنا تُستخدم بين الأجلاء، كأداة لإحلال السلام وتعزيز الإنصهار الوطني بين فئات المجتمع، كونها أسلوب ونمط عَيش، وتعبيرعن تأثير ثقافة تعكس مستوى الرقي في وطننا، وآخرون يمتهِنون التفرقة والتشرذم بين أبناء الوطن الواحد الموحّد، وهدر طاقات مكوناته لغايات لا تمتّ إلى الأصالة اللبنانية بصِلة، راحوا يستخدمون الأنانيات والفردانيات والإنتماءات والإستزلامات ومحاور السياسات الضيقات الآنيَّات المتغيّرات لإفساد الرياضة من طهارتها.

ونحن ما زلنا نفتخر بثقافتنا وتقاليدنا وأعرافنا، نتطلع إلى العُلى في الحداثة والتطوّر، وسنبقى أصحاب العقل والمنطق المتسلّح بالعلوم الحديثة وتطوّرها على مرّ العصور.

نعم، نحن لبنانيون رياضيون مخضرمون نحمل إرث قدموس، ولبناننا لنا وليس لسوانا من الضالين، نحن نحميه بعقولنا وقلوبنا ببعد نظر، نخدمه حتى في الرياضة، حاملين رافعين مشعل الحرية والكلمة الحرة بصدق وأمانة، ليعلم العالم أننا نحن من إبتكر الألعاب الرياضية والمنافسات الشريفة في الميادين.

ستعود الحياة إلى الملاعب والصالات بعد تعقيمها، وإتخاذ الرياضيين والرواد الإجراءات الصحيّة اللآزمة متّكلين على الله تعالى وهمّة شاباتنا وشبابنا المعهودة، وسيعود كل مسؤول في القطاع إلى أصالته في تنفيذ القوانين والأنظمة والأعراف بصدق وأمانة، لينال كل صاحب حقّ حقّه، والمستثمر بدأ يعدّ العدّة ليدخل مضمار الرعاية من بابها الواسع، والمنافس سيعود إلى تقبّل الفَوز والخسارة بروح إيجابية رياضية بتبادل التهاني وتمنيات بريئة تصل إلى قلب آلآخر.

نعم، ستعود رياضة وطننا تدريجا إلى دورانها لتنفيذ الإستحقاقات المحليّة والخارجيّة، بالتسيق مع اللجان الطبيّة الرسميّة، والمراقبة من خلال الإجراءات الوقائية الإحترازية اللآزمة، دون محاسيب جهلة ولا أزلام أميّون ولا زبائنيون منتفعون ولا مصفّقون تافهون يعيشون في خدمة سياسة السياسيين المبطّنة، والغالبية منهم لا قيمة لهم خارج "تجمعاتهم" السياسية.

بورِك من بدأ إستنهاض إتحاده وتنفيذ ما أمكن من وعوده، كما ندعو "البلداء" على التحرك ومواكبة الآخرين قبل غروب الشمس لئلا يقال لهم تصبحوا على خير.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2021

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق