عبده جدعون على موقع ملاعب

سعادة الإنسان الرياضي في الحياة

سعادة الإنسان الرياضي في الحياة

23-05-2021

ما مِن إنسان رياضي إلا ويتمنّى أن تكون له مَكانة مُهمّة في هذه الحياة. وهبه الله تعالى قُدرات فِكرية وإمكانات جسَدية وحسّ إنساني، لتوظيفها في وجوه الخير والنفع العام، والتي تُمكّنه القيادة مع آخرين والتأثير معهم في صناعة حياة سعيدة، وإحداث طفرات نوعية مفيدة في واقع الناس.

كيف لا وأن تكون إنسانًا رياضيًا خَلوقًا يُسعد مَن حولِه، ويَفتخر به مَن هو مِنهم ومِن قربه، ويخلق لذاته وجودًا وأثرًا، وأثره يدلّ على قيمة وجوده، ووجوده لا يَغني عن أثره، كونه إحترم قُدراته، وإعتنى بنفسه، وإرتفعت همّته، وعلَت طموحاته مهما كانت نواقِصه وكَثُرت ثَغَراته، فالأمر فيه فَسحة وسِعة ولا يحقّ لنا تضييقه أو تحجيمه، وآخرون غير جادّين، فهم يَتحدّثون ولا يَفعلون، يَرغبون أن يكونوا أكثر نجاحاً، ويَتمنّون تَحسين حياتهم، لكنهم غير مستعدّين لبذل الجهْد الضروري لذلك خوفاً من الفَشَل، وليت الناس تَفهم دَور الفَشل في تحقيق النجاح.

الرياضي في بلدنا مكرّم من قومِه ومِن الآخرين بالإحترام والتقدير، والرياضة للجميع هي الأساس الذي يقوم عليه الناس لتقوية أجسادهم والعيش حياة صحّية. بالإضافة إلى ذلك، كَون الصحة الجسدية للناس عامل مهم في الإنجاز العام لمجتمع هادئ لتحقيق نموّ كل شخص في حياة رَغيدة.

الدولة عندنا سَنَحت لناسِها كافة النشاطات الجسدية والفكرية والمجتمعية والألعاب الرياضية المتاحة في العالم، لممارستها ضِمن قواعد وقوانين عالمية يطبّقها جميع ممارسيها من البشَر على الكرة الأرضية، ووُضِعت لها ضوابط ومعايير تحفظ حقوق الإنسان وكرامته، ولم تُقفل باب إنتساب مواطنيها عن أي لعبة عن مكوناتها من الذين يمْتثلون لنصوص القواعد والأنظمة بحريّة ومساواة.

كم يُسعَد الإنسان الرياضي حين يكرّم على قدْر عطاءاته إن في البيت أو المدرسة والجامعة أو من الأندية والإتحادات، يكفي أن يكون حاملاً صِفة "رياضي" لما لها من قيمة يتحلّى بها صاحبها، معتنقاً حاملاً صِفة النزاهة والوفاء والشرف.

يَعتبر الإنسان الرياضي صحّته ثرْوة، وعطاؤه قُدوة، وتضحياته واجب إنساني، مُنسجم مع ذاته ومع الآخرين، يحترم الثقة بنفسه وقدُرات خصمه، يسعى لتحقيق هدف مُعيّن ما يُحفّزه على إنجاز مُجمل الأهداف التي يَطمح اليها، ويتعمّد عَدم ربطِها بأشياء مادية ورغبات مستحيلة وأهداف خيالية وأشخاص.

كَون هذا الإنسان يشجّع الشبيبة على ممارسة الرياضات المتعدّدة للحصول على الكفاءات المطلوبة للفوز في المنافسات، ويُحذّر للإبتعاد عن الفساد والكبرياء والتعنّت، وكل هذا يسهّل له القُدرة على الإنخراط ضمن فريق عمل.

كَم يكون سعيداً في الملاعب والصالات حين يُواكبه جمهور من المشجعين والأهل، أو أن يحصل على الفوز بعد جهد، يَفرح مع رفاق الدّرب من الشباب حتى وصوله إلى مرحلة الإعتزال، يكون قد سطّر ملآحم إنتصارات وخيبات، يحمِلها معه طوال العمر، وذكريات جميلة شيّقة يتطرّق إليها في أحاديث السهرات مع رفاق العمر والعائلة في معظم اللقاءات، يزهو ويسترسل بوَصف تلك اللحظات والمناسبات المَخزونة في الذاكرة وتسمية أسماء الأشخاص المناضلين الذين ترافقوا سوياً من الماضي القريب والبعيد.

لم أقرأ مقابلة عن أي رياضي مُخضرم إلا ويَذكر فيها أجمل تلك اللحظات والوقائع مع رفاق العمر، والقلّة منهم يلتقون على مدارج الملاعب والصالات، وجمهور الشباب لا يلتفتون اليهم لأنهم لا يَعرفونهم بسبب قلة إهتمام الحاضر بالثقافة الرياضية عند البعض من شباب الوطن.

وقفَ اللاعب الدولي في الكرة الطائرة جاك باسيل أمام مدخل نادي غزير الرياضي لدفع مبلغ تسعيرة الدخول لحضور مباراة البطولة، إنتفض رجل ستيني من العمر ولم يرض قبض المبلغ من جاك وقال: "أهلا وسهلا، حضورك بيشرّفنا" لقد كنا في مرحلة الشباب نصفق لكم على المدارج حين كنت مع المنتخب الوطني تدافع عن رمز الوطن، أصر جاك على القيام بالواجب، وهنا نتمنى من كافة الإتحادات الرياضية إصدار بطاقة دخول الملاعب والصالات مجانية لأعضاء منتخبات الوطن ولمدى الحياة، ربما البعض منهم يُساعد أكثر بكثير ممّا يُطلب منهم ويساند صندوق إتحاد لعبة عشِقها بإخلاص.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2021

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق