قمّ حتى أجلُس مكانك
25-12-2020
كُتبت اهم وثيقة عرفتْها البشَرية في ميثاق الأمم المتحدة في وقْت كان
العالم لا يزال منغمسا في آتون الحروب، حين عقد جميع زعمائه العزم على
ألا يدعوا مثل تلك الحروب تقع ثانية، وتأكيدا منهم على إيمانهم بكرامة
الإنسان بأن الشعوب أصبحت تملك قدْرة على تقريرمستقبلها بالرغم من
القضايا الشائكة مع شعوبها التي كانت تعترضهم في ذلك الوقت، فلم تجد
سوى المشاركة والعمل جنبا الى جنب مع الآخرين للسيطرة على تلك القضايا،
ولكن يتعّين عليها الإلتزام بالمسؤولية المشتركة والجهْد المشترك
وتطبيق سلطة القانون.
حينها خفّ وهج مخاطر الحروب الكبيرة بين الدول، وتصاعُد وتيرة النزاعات
المدنية بالرغم من إزدهار المؤسسات الإقتصادية والتجارية وظُهور الكثير
من المؤسسات الصغيرة التي ساعدتها التكنولوجيا الجديدة إضافة الى
العولمة الإقتصادية وإزدياد عدد السكان. تغيرت أنماط الحياة في الدول
وخاصة في الدول النامية التي تدنّى فيها مستوى السلوك الإنساني وجعلت
التفرقة تسود بين شعوبها، وأخذت تفقد الوحدة الإنسانية مكانتها الأصيلة.
راحت الناس ذات الثقافات المتعدّدة تتنافس فيما بينها على مواقع ومراكز
إدارية لتحقيق النفوذ والإستئثار بها، وتسعى فيها حماية مصالحها أو
لفرض سلطتها على الآخرين. وعند تغييب الأخلاقيات والمبادىء، جعلت تخلق
توتّرات داخل المجتمع المدني العام والخاص. وإزدحمت المنافسات
التقليدية على تلك المراكز لقيادتها، وأخص منها مؤخرا إنتخابات
الإتحادات الرياضية وهيئاتها الإدارية التي أخذت منْحا يتنافس عليها
الأخ مقابل أخيه والجار مقابل جاره وصديق مقابل صديق والآتي لآحقا
إنتخابات للجنة الأولمبية اللبنانية ومستقبلا الإنتخابات النيابية. الى
أين نحن سائرون؟.
من المعلوم اننا في بلد ديمقراطي وهذا حق مشروع لكل مواطن أن يترشح
وينافس بحرية، لكن هل بالإمكان تنمية وتطوير هذا القطاع في ظرفنا
الحالي؟ وكيف؟ لم نسمع من المظليين سوى وعود ومبادىء وشعارات وشراء ذمم
وضمائر دون قراءة تفاصيل خطتهم المعهودة، فقط قرأناها من القيادات
الإدارية الجديدة التي فازت مؤخرا بتفوق لآفت والآتي جاهز بقوة وتفاؤل
وما صحّ ألا الصحيح.
في مجتمعنا الحاضر والسابق ومواسم الإنتخابات تفضح المستور، شبيهة بمرض
" سلالة كورونا كوفيد 19" الذي نحن فيه اليوم، يؤثر على الناس والعالم
بالحجر والإنزواء قدر الإمكان والكل يتجنّب الكل، ويا ربي راسي!
حتى الوباء لم يفرق ما بيننا كما تفرقنا الإنتخابات، والكل يتّصل من
وسائله للإطمئنان عن صحة الآخر دون تمييز، هل هذا هو قدرنا؟ تجمعنا
المصائب وتفرّقنا الإنتخابات؟ تجمعنا المقابر وتفرّقنا المنابر؟.
في الدول المتحضرة تجتمع الأقطاب الرياضية لتتفق على مشاريع تفيد
الرياضة والرياضيين لا لاشخاص او افراد لارضاء الزعيم والقبيلة، وللاسف
قرأنا مؤخرا عن المترشح لانتخابات كرة السلة السيد بركات انه ترشح
للانتخابات لأنه شعر بأن كرة السلة باتت بحاجة ماسّة الى نفضة إدارية
وفنّية تعيد إليها الرونق والأهمّية اللذين فقدتهما في السنوات الأخيرة،
وأضاف بعدما لمستُ وجع الأندية التي تعاني بصمت، خصوصاً أندية الدرجات
الثانية والثالثة والرابعة والخامسة التي تواجه أعباءً كثيرة مالية
ولوجستية تفوق قدرتها على التحمّل في هذه الظروف العصيبة التي تمرّ بها
البلاد".
عجيب امر السيد بركات ألمّ يتفقد اندية تلك الاندية ليرى بإم العين بأن
معظم لآعبيها لامست أعمارهم سن الشيخوخة ولما لم يساعدهم لتحضير فرق
ناشئة من الجيل الجديد مع أحترامنا وتقديرنا للآعبين القدامى على
مثابرتهم وتضحياتهم تجاه بلداتهم؟ وتاليا من هم الأزلام الأوْلى
بالمعروف لتسليمهم اللجان الإدارية والفنية وإستبدالهم بمن؟ وللتمة
وثائق موثقة.
عبدو جدعون
|