عبده جدعون على موقع ملاعب

بيع الاوهام في الادارات الرياضية.

بيع الاوهام في الادارات الرياضية.

20-09-2022

أوهام، تخدير، رياء حتى لا نقول غير ذلك، هي أوصاف متواضعة تختزل أساليب غالبية مَن يُمسك بزمام أمور اللجان والإتحادات الرياضية والشبابية في لبنان.

اسمع تفرح تابع تحزن، شعارات طوباوية ومقولات جوفاء يظنّ الناس أنهم المُنقذون مِن عدم تدهور بعض الرياضات ألتي تظهر إلى الضوء، لا أفكار خلاقة أو مبادرة إبداع، لا يعرفون مِن كلمات نشيد الوطن إلا العنوان ورندَحة اللحن.

هل جميعهم للوطن ورياضته؟ أو البعض من هنا وهناك يعمل على تقطيع أوصاله بأفكاره الهجينة، فمن شدّة إحتضان لبنانهم قطعوا أنفاسه، ولولا وجود بعض الخيرين الجهاديين ألذين يعملون بهدوء ونشاط، لما بقي في الميدان سوى الزرارير وطيور نقار الخشب الذين "يفرمون" أغصان الشجر والنباتات المثمرة.

في الماضي كنّا نصفهم بأكلة ألجبنة، واليوم أصبحوا مصاصي دماء ناس الوطن، "يتفكونون" من أرزاقهم دون رحمة ولا إنسانية، وبكل وقاحة يعتلون المنابر للإشادة بإنجازات الجيل الصاعد من الشابات والشباب وكأن الفضل يعود لهم، ويعلنون "ما نحنا أول من طالب الإهتمام بالنشئ الجديد شفتوا لما كنا نطلب".

إلى تلك الأصناف من الناس نقول، منذ ولادتنا نسمع من أمثالم ومنكم هذا الطلب، لكن ماذا فعلت الغالبية منهم ومنكم، وحتى اليوم ماذا فعلتم لتطبيق تنظيراتكم؟ لا شيء، سوى كلمات.

البداية من وزارة الشباب والرياضة المكبلة بالرضى، والهيئة التنفيذية للجنة الأولمبية اللبنانية المقطعة الأوصال، وغالبية الإتحادات الرياضية والشبابية الغائبة عن الإعلام، "شو قولكن عم يشتغلو الجماعة عالسكت حتى ما يوعوا الاولاد"؟

ليت المحاكم تصدر الأحكام بإبطال نتائج إنتخابات الإتحادات الرياضية والشبابية واللجان الأخيرة، ويبدأ الشطف، لكن المصيبة انه بإمكانهم أن يقطعوا المياه قبل البدء بالشطف بحجج مذهبية وسياسية ومناطقية وغيرها من الامور التي تمنع ذلك.

النهضة الشبابية آتية لا محال، فالشباب الطالع سيحمل القطاع الرياضي ألى المنصات، ويَبعد عنا وحتى من خيالنا غالبية الطبقات السياسية ألتي أوصلتنا ألى الجحيم، ليكملوا آدائهم الفني الرياضي والعمل الفني الاسطوري، أمثال فرقة مياس اللبنانية واداء تلك الفتيات الفارهات اللواتي جعلن معلقاً تلفزيونياً في لوس انجلس، يقول "الآن، أنا في كوكب آخر. لا أدري كيف جئت الى هنا، ولا كيف أعود".

هذا هو اللبنان الآخر ألذي نريد ونعمل له، إبداعات ملموسة لا مدسوسة ولا أوهام. ستعود رياضتنا على صهوة الدهر، الممارس والمحب وحتى الطيور المهاجرة تتوقف لتقول "هنا نبقى، هنا الدنيا ، هنا لبنان".

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2022

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق