عبده جدعون على موقع ملاعب

الصحافة الرياضية المدوّنة وإختلاف المفاهيم.

الصحافة الرياضية المدوّنة وإختلاف المفاهيم.

17-01-2023

الصحافة الرياضية المدوّنة تتضمّن نقل المعلومات كما هي وحِفظها، وهي بمثابة وسيط لإعطاء النتائج الفنية، لا مقابلات فيها أو تقارير أو تحليلات للأحداث أو القضايا، فهي بعيدة عن الصحافة التشاركية ألتي تقبل فكرة إعطاء فرص للتعبير عن الآراء والتحاليل والإرشادات والتوجيهات ضمن القوانين، أو وُجهات نَظر حول الأمور الرياضية العامة.

كلّنا يعلم أن الصحافي الرياضي يحمل رسالة نبيلة ومصداقية وفيّة لرسالته، لا ساعي بريد وناقل أخبار ونتائج فنية فقط، المصداقية عنده تتفوّق على القلَم والمُفردات والأدوات، على إعتبار أنه يحمِل رسالة.

في واقعنا اليوم،هل يَعلم الصحافي الرياضي أن جمهوره، لا ينتظر النتائج الفنية والتي تصله قبل أن تُكتب في الصحف وتُنشر على بعض المواقع الإلكترونية والتواصل الإجتماعي، بل يريد الأمورلغير المرئية من العين، مع العِلم أن معظم صحافيينا مؤهّلين عِلميا والغالبية محترفة لماذا جفّت أقلامهم في هذه الأيام؟ والتي هي في حاجة إليهم اليوم لإستنهاض من نام في سبات عميق من إتحادات وأندية، وللأسف الشديد، الغالبية منها أصبحت صوَرية وعلى الوَرَق.

يظن البعض أن الأمور تسير على ما يرام والجمهور الرياضي مطنّش ويكتفي بما يُنشر، ففي الماضي القريب كنتم أسياداً في إلقاء الضوء على كافة الأمور والنواحي التوعوية والتحاليل المفيدة، ولم نشكّ يوماً في قدرتكم ومقدرتكم وأفكاركم العلمية المتطوّرة، كنّا نتابع كتاباتكم بشغف ونفتخر بقيادتكم لها في عالمنا العربي، واليوم شو عدا ما بدا.. هل تغيّرت مفاهيم الرسالة؟.

بعد ظهور جيل جديد على مواقع التواصل الإجتماعي من أشباه المتعلّمين غير المتخصصين، تقوم بنشر ضحالة الأخبار الرياضية بأسلوب رَكيك، من دون الأخذ في عين الإعتبار أدنى شروط هذه المهنة النبيلة، ومضمون منشوراتهم لا يُغني نبل الرسالة، فأصبحنا نرى صحافةً رياضية غير التي عرفناها منذ عهد بعيد وصولاً إلى زمن قريب كما تُنشر الأخبارعلى بعض الشاشات الصغيرة، إستقبل وودّع، ربحَ وخسرَ، خالية من التحليل وإنتظروا نتائج المباريات المقبلة.

اذا لم تُنشلوها أنتم بالذات من سيُنقذ صحافتنا الرياضية قبل الإنحدار؟ فلكلّ واحد منكم دور أيها الأجلاء ومن موقع عمَلِكم، وما زالت الصحافة الرياضية العربية في المنطقة تستشهد وتتغنّى بافكاركم وآرائكم ويقتدون بها على صفحاتهم كما نتابع، كُنّا الأوائلَ روّادَ التحديثِ، أرجعوا لنا ما كان، والجيل الجديد بين أيديكم أنيروا طريقهم قبل أن تغيب عنهم نبل الرسالة.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2023

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق