عبده جدعون على موقع ملاعب

المسؤوليات الرياضيّة مُكلفة لأصحابها.

المسؤوليات الرياضيّة مُكلفة لأصحابها.

16-09-2022

العمل في القطاع الرياضي عمَل طَوعي تَربوي مجّاني مسؤول عن توجيه ألفرد أو الجَماعة نَحو أهداف عُليا حياتياً وفنيًا وصحيّاً ورَفع مُستوى التفكير.

كلّما كان الإداري متعلّماً ومُتسلّحاً بالشهادات والدورات المتخصّصة كان أفضل له، وهنا لا بدّ من الإشارة إلى أن النجاح دائماً يأتي بالتدرّج مِن المحلّي إلى الإقليمي إلى القارّي ثمّ العالَمي وليسَ طَفرة تعميك عن الحقيقة وتجعلك تعيش في الأحلام ثمّ تهوى.

مِن المُمكن أن يأتي العمل عبر إستنساخ أو محاكاة لتجارب آخرين، دون الأخذ بالحِسبان الفروقات والتباين في البيئة والثقافة، والظروف المجتمعية والإقتصادية، والإستعداد الذهني والبدني للفرد.

وتلعب الرياضة في العصر الحديث أدواراً ووظائف متعدّدة ومعقّده داخل النسق الإجتماعي والفهم الحقيقي للرياضة كظاهرة إجتماعية يعدّ مِن أهم أدوات التحكّم فيها وضبطها وتوجيهها للصالح الإجتماعي.

فدراسة الرياضة من المنظور المجتمعي ليس نوعاً مِن العبَث أو محاولة لتصليح دورها، بل هي حضارية صحية إذا أردنا الإرتقاء بالمجتمع ومحاصرة نواقصه وإطلاق إبداعاته.

لنأخذ مثلاً لا حصراً "زمن شغب الملاعب"، في بلاد الحضارة والمحاسبة، عشرات الألاف من الناس، يُشاهدون يومياً مباريات "المونديال" أو غيرها مِن مباريات كرة القدم وكرة السلة وسائر الألعاب، يحمّسون فِرَقهم برُقي وحضارة، ويهتفون لها وليس لزعمائهم وقادتهم، وقلّ ما نُشاهد شغَباً على أرض ملعب، وإن حدَث ذلك، يكون العقاب صارماً.

أما عندنا في بلد الإشعاع والنوْر، ووَطن "الشعارات" و"العيش المشترك" وفي حضور عشرات أو مئات من شباب الساحات والحِوار، يتواصل شَغب الملاعب ويتزايد الهتاف السياسي والطائفي ويَعلو في كلّ مباراة، ويبقى المُشاغب مجهولاً، وتتوقف المباريات، وتجتمع لجان الأمور المستعجلة، وتتّخذ قرارات إخلاء الملاعب من الجمهور "صالحه وطالحه" على السواء.

قلناها مرة، إن الغرامات الماليّة وحدَها لا تكفي، لأن من يَحمي النوادي، ويُدافع عنها ويَدفع لها، قادرعلى دفع الغرامات مع فوائدها، والمطلوب عقوبات رادعة في حقّ المشاغبين، ومَنعهم دون سواهم من دخول الملاعب، ولو كانت الإتحادات المعنية تضبط الأمور كما يجب، لكانت مَنعت الشغَب أو خفّفت مِن حدّته، لكن وبكل أسف، تبقى المحسوبية سائدة، وجمهور هذا النادي يخصّ ذاك، وجمهور ذاك النادي يحميه هذا، والتسويات دائماً سيدة الموقِف.

عار على الرياضة اللبنانية أن تصير ملاعبها، منابر شتْم وتحدّ وإستفزاز، وصوراً مصغرة عن ساحات الشعارات والهتافات، وعَيب على إتحادات لا تقدر بمؤازرة قوى الأمن أن تطرد مشاغباً يبدأ الشغب أو "هتافاً" يغذّي النَعَرات الطائفية. مِن المُخجل أن يبقى المشاغبون في منأى عن العقاب الشخصي، ومِن المُضحك أن يكون العلاج، حِرمان الجمهور من الحضور إلى الملاعب، وإجباره على مشاهدة التلفزيونات عندما تحظى المباريات بنعمة النقل المباشر.

شغب الملاعب لن يتوقّف إلا إذا ساد القانون وإنقضى الإستنساب، وأوقف المشاغبون، الذين يبدأون الهتاف المُسيء ويتبعهم باقي الجمهور.

مطلوب، طرد "زعماء الهتافين" لا الجمهور الرياضي كله.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2022

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق