عبده جدعون على موقع ملاعب

ليَلعب أولادنا بحريّة ليكتشفوا الحياة.

ليَلعب أولادنا بحريّة ليكتشفوا الحياة.

16-01-2022

اللعب عند الأولاد حاجة ضرورية وصحية، ينمّي فيهم العقل والجسد، ويبني شخصيتهم من خلال تعرّفهم إلى الآخرين والإحتكاك بهم، إضافة إلى تعلّمهم كيفية استعمال الأشياء والألوان والأحجام. يبحثون عن المتعة في الحركة مع الجماعة ومحادثتهم، وسرد الأخبار ألتي تدور في مخزون أفكارهم أو بصرهم، بُغية تغذية بصيرتهم ليحقّقوا التكامل بين وظائف حرَكات الجسم ونضج العقل. يستكشفون عالمهم الخارجي، ويتكامل نموّهم العقلي ولياقتهم البدنية، من خلال اللعب مع رفاقهم في المدارس أو النوادي ومع ما نقدّمه اليهم من نزهات في الطبيعة وإسماعهم الموسيقى ومشاهدة الأفلام.

فوائد اللعب للأولاد كثيرة، جسدية وخلقية وتربوية وإجتماعية.

- جسدياً: ينمي اللعب لدى الأولاد العضلات واللياقة الجسدية المتوازنة مع العقل، والإيقاعات الحركية والتنفسية المتناغمة، والتوافق الفِكري العصبي بالتركيز على الإداء الحَرَكي وإفراز الطاقة الزائدة من جسم الولد، التي تُبعده عن هزالة البدَن وتشوّهاته، وتمكّنه من القيام بالألعاب دون تقييد أو عائق.

- خلقياً: في مرحلة الطفولة، يَشعر الطفل أو يظنّ إنه هو كلّ شيء في هذه الدنيا وكلّ شيء له دون سواه. ففي مرحلة "الوَلدنة"، يتعلّم من الكبار معايير السلوك، كالصدق والأمانة والعَدل والصَبر وضبط النفس، ويشعر بتطوّر مسلكه مع الآخرين من خلال علاقاته الإجتماعية والبيئية الصحيحة.

- تربوياً: الهدف في العمل هو المعيار الأساسي للتقدّم والإرتقاء إلى الأفضل، فعندما نضع للأولاد إستراتيجية ومساراً رياضياً هادفاً، مع بيئة حاضنة مثقفة، نلاحظ أن العابهم أصبحت مشوّقة، ومهاراتهم متقدِّمة وصداقاتهم أكثر مَتانة، ومواعيدهم صادقة وواجباتهم المدرسية مكتملة.

- إجتماعياً: الألعاب الجماعية ضرورة ملحّة لأولادنا، وتعلًمهم عند ممارستها، النظام والتفاني للفوز مع الجماعة، ويُدركون قيمة العمَل الجَماعي والمصلحة العامّة، وتُبعد عنهم الأنانية والعدوانية، ويتعلّمون حلّ ما يعترِضهم من مشكلات ضمن المجموعة ويُصبح بمقدورهم إقامة علاقات متوازنة مع الآخرين بكل إحترام، ويحفظون حقوقهم ويقبلون حقوق الآخرين.

- في الألعاب الفردية: صحيح أنها فردية لكنها في الواقع حلقة من مسؤولين ومدرّبين حول الولد. ويكون التعاطي معه كفريق عمَل متكامل أسوة بالألعاب الجماعية. من هنا ندعو الأهل إلى الإهتمام الجدّي بأنواع الألعاب ألتي يمارسها أولادهم، لأن هواياتهم تلازمهم مدى العمر، والألعاب التي يَقتنيها الطفل أو اللعبة ألتي يُزاولها، تجسّد صورة حقيقية عن شخصية أولادكم.

* برسم المدارس والنوادي: مطلوب مبادرات وتسهيلات جديدة تستهوي الأولاد من دون كلفة، وما المانع أن تكون في كل مدرسة لجنة طلابية تهتم بالنشاطات الرياضية كما في النوادي المحيطة، تمهيداً لإنتسابها إلى الإتحاد الرياضي المدرسي، وتبادل الزيارات واللقاءات بين تلامذة لبنان ومنها إلى المنطقة والعالم؟

وللمسؤولين في البلديات، نناشدكم إنشاء حدائق وساحات وملاعب قدر الإمكان لمواطنيكم، للإفساح في المجال أمام أولادكم وشبابكم وشيبكم، لممارسة الألعاب والرياضات المحببة لديهم، ليبقوا أصحاء سالمين.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2022

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق