عبده جدعون على موقع ملاعب
موالاة ومعارضة في الرياضة؟
موالاة ومعارضة في الرياضة؟ 11-09-2022 نبدأ مُحاولة للولوج إلى ذهنية أهل القطاع الرياضي، خصوصًا جمهوره الذي يسمّي نفسه موال أو مُعارض لنتمكّن من الإلمام الجيد بثقافة الموالاة وثقافة المعارضة الموروثة في ظل (ثقافة الإنتقام مقابل ثقافة الخدمة العامة) وعلى خلفيته التي باتت ثقافة النكد و"قم لأجلس مكانك". إن المعارضة المعشعشة في قطاعنا الرياضي ليست أكثر من ردّ فعل خالٍ من المَنهجية وتثقيف الناشىء، لأنها وبسبب الإنتقام قد عَميت عن رؤية الواقع وعن إيجاد السبل السليمة للتوجّه نحو تثقيف المجتمع الرياضي وتلقينه كيفية فرز ما أدخلته الأنظمة والقوانين من إصلاحات، كما أنها لم تتمكن من تثقيف نفسها وتطويرها بحيث تواكب التطور الحضاري الطبيعي الذي يحصل من حولها، فكانت التطوّرات تفاجئها وتشلّها وتقعدها عن الحركة، ولم نراها تقدّم نفسها للمجتمع كحامل حضاري، ولم تطرح أمام المجتمع أي برنامج فكري، إقتصادي، فنّي، تلزم نفسها به وتتبناه، وجلّ ما طرحته أنها كرّرت الحديث عن أخطاء لا تقدّم ولا تؤخّر يعرفها القاصي والداني. لكننا في الوقت عينه لا ننكر بروز مفكرين قيّمين، أظهروا تفهماً عميقاً ورؤية دقيقة للواقع، ووضعوا بعض الحلول الصحيحة، لكن جهودهم كانت كصرخة في وادٍ بسبب دخول من يتبنى نظام "السياسة السياسية" النكدة، ونقيق ما يسمونه الموالاة بالصدفة، ومعارضات ردّة الفعل والثأر الشخصي والديكور الفارغ المضمون، إضافة إلى ما يثيره المتخلّفون من أصحاب الأقلام الرمادية من غبار يعطّل الرؤية ويشوّش عليها، سببه اليوم وفي ظرفنا الحالي، الخوف من يقظة تلك المجتمعات المسيّسة للتشويش على نبل الثقافة الرياضية. مع ذلك لقيت تأثيراً على الجمهور الرياضي الذي في إعتقاده حكْماً، أن في الرياضة تحاور وتوافق ونتائجها تصبّ في مصلحة الألعاب وممارسيها، لا تعطيل من أجل التعطيل، بل من أجل التقدّم والتطوّر والحفاظ على حُسن تطبيق القوانين. وحسب ما نُتابع المسارات تبيّن أن هذا ليس هو المطلوب، وشعرنا أن حليمة عادت إلى عاداتها القديمة ونحنا "بي الصبي"، وكما وصفنا "قم لأجلس مكانك". حسناً فعَل إتحاد الكرة الطائرة في إستقالة جميع أعضاء هيئته الإدارية، والتمني على وزارة الشباب والرياضة تحديد موعد لإنتخاب هيئة إدارية من جديد، هذا تصرّف نبيل وشريف، والإنتخابات المقبلة ستفرز مَن هي الجهّة ألتي ستحظى بالفوز، ليُبنى على الشيء مُقتضاه. نتمنّى النجاح للجهة ألتي ستعمل على إستكمال إنهاض اللعبة محليا معاً، وإبعاد المظلّيين الحرتقجية، ليعود أهل القطاع إلى التشاور والحوار، للوصول إلى نتائج تفيد ممارسي اللعبة وجمهورها الواسع، ونطبّق ما قيل "ضدّان لمّا أستجمَعا حَسُنا، والضدّ يُظهِر حُسْنه الضدّ". عبدو جدعون |
جميع الحقوق محفوظة © 2022
ABDO GEDEON توثيق