عبده جدعون على موقع ملاعب
مُعظم رياضات الوطن إلى أين؟
مُعظم رياضات الوطن إلى أين؟ 08-11-2022 الصمت أخبث تواطؤ، هو الذي جعَل بعض المظليين يُمسكون بمواقع القرار في القطاع الرياضي، إداريا وسياسياً وإقتصادياً وأكثر، ومِن خلال الصمت، إستولى بعض هؤلاء على القطاع وسيطروا على بعض مِن عالمنا الرياضي وباتوا يحكمونه بإستئثار وعيب، والبعض الآخر يجهدون لإنهاض ما تبقّى من رياضات، وها هي متوجّهة إلى العالمية من جديد. هل المهنة الرياضية النبيلة صارت وظيفة؟، وصار شاغلها يتعامل معها كوسيلة للبقاء لا غير؟ يمكن أن تعمل عشر ساعات يومياً على وضع نظريات ومشاريع تنموية، وأنت لا تجيد تطبيق أي منها، كأنك تبيع كتباً ومجلات وأنت لا تقرأ منها سطراً. ربما إنحدر مفهوم العمل الطوعي إلى وظيفة، وصار أشخاصه موظفون بالمعنى السلبي للكلمة، وصار العمل في الخدمة الطوعية مجرّد أنماط، إستبدلوا السياسة الرياضية بمفهوم الحوكمة الرياضية، وإستبدلوا الإرادة الشعبية بمفهوم المقبولية المجتمعية، والمواطن بمقولة الشريك. في النهاية صار الشأن العام تقنية إدارة، لا منظومة قيَم ومُثل ومبادئ ومفاهيم عليا. وصار القطاع الرياضي مجرّد شركة خاصة، وصارت المصلحة العامة مفهوماً مغلوطاً لمجموع المصالح الخاصة للأفراد، وصار السياسي تلك الصورة الباهتة لمجرد الناشط اللوبي لمصلحة زمرته، وصارت التفاهة نظاماً كاملاً على مستوى الجمهور، وصارت قاعدة النجاح فيها أن تلعب "اللعبة" كما يلعبون. لم يعد الأمر شأناً إنسانياً ولا مسألة بشرية، هي مجرّد لعبة. حتى أن العبارة نفسها راجت في كل لغات عالم التفاهة: "أن تلعب اللعبة"، وهي قاعدة غير مكتوبة ولا نصّ لها، لكن يعرفها الجميع: إنتماء أعمى إلى جسم ما، يقوم على شكليات السهرات والغداوات والإنتقامات، بعدها يصير الجسم فاسداً بشكل بنيوي قاطع، حتى أنه ينسى علّة وجوده ومبادئ تأسيسه ولماذا كان أصلاً ولأية أهداف؟! أين المثقف الذي يحمل الالتزام تجاه قيم ومثل؟، جامعات اليوم، التي تموّلها الشركات، صارت مصنعاً للخبراء، لا للمثقفين! حتى أن رئيس جامعة كبرى قال مرّة أن "على العقول أن تتناسب مع حاجات الشركات". لا مكان للعقل النقدي ولا لحسّه، أو كما قال رئيس إحدى الشبكات الإعلامية الغربية الضخمة، مِن أن وظيفته هي أن يبيع للمعلن، الجزء المتوفر من عقول مشاهديه المستهلكين، حتى صار البشر يجهدون لإرضاء حاجات السوق. شتّت المجموعة المتماسكة، فيبدأ ضَرب المصالح، وحين تَجمعها تبدأ القِسمة والحصص، والكلّ يملك "عناية فوقية"، وما المطلوب الدائم إلا أن نقاوم التجربة والإغراء وكلّ ما لا يشدّنا إلى فوق، ولا نترك الإدارة الفارغة تقودنا إلى المفاهيم الكبرى الخاطئة، علينا إعادة معاني الكلمات إلى مفاهيم مثل "المواطنة، الخدمة العامة"، أن نعيد التلازم بين أن نفكّر وأن نعمل، فلا فصل بينهما، الأساس أن نقاوم كما يقاوم الجهاديون في ميادين الملاعب والصالات أمثال كرة السلة والعاب القوى والتايكواندو والمبارزة والسباحة وغيرها، إلى أن تمتثل بها باقي المجموعات الناعسة حتى لا نصفهم بأمثال التافهين. عبدو جدعون |
جميع الحقوق محفوظة © 2022
ABDO GEDEON توثيق