عبده جدعون على موقع ملاعب

رياضيون يحملون هويّة وَطن يليق بهم.

رياضيون يحملون هويّة وَطن يليق بهم.

05-09-2022

صحيح أن النبات الصالح ينمو بالعِناية، أما الشَوك فينمو بالإهمال.

كرة السلة اللبنانية عِلم وحضارة وثقافة ومدرسة وطنية يقدّمها الجيل الجديد لرياضة "وطن الارز" دون منية من احد ولا على حساب احد، يَحملون في قلوبهم وفي عقولهم فكراً نيراً وطنياً أصيلًا يمكن أن تكون نقطة إرتكاز وقوّة وحيدة بقدرتها على النهوض لبناء صناعة الحياة الرياضية كما نشتهي.

قوّة تتحقق بالوعي والجهد والعمل الدؤوب بلا كلل ولا ملل ومهما إشتدت الصعاب أو غلت التضحيات.

نحن قوم رياضي يحبّ الحياة، نضحّي مِن أجل رياضة الوطن إذا كانت التضحية طريقاً إلى الحياة، عرف المسؤولين جيداً وُعورة الطريق والمشقّات ألتي تنتظرهم والمسؤولية الملقاة على أكتافهم، ويعرفون أنه في تعاضدهم وتكاتفهم وإنصهارهم في روح الوطنية تجعلهم أبطال جبابرة.

طرَقوا باب العالمية ففُتح أمامهم على مصراعيه، لأنهم يَحملون الوَعي ويؤسّسون لهوية جديدة ومستقبل جديد وحياة جديدة، آمنوا برياضة متطوّرة بعيداً عن الأنانية والتباهي بما لا يلزم، كون تلك النعوت لا تخدم هويّة لبنان ورياضته، أنظروا إلى جباههم ألتي تعانق الشمس، أبطالٌ قدوة في العطاء والتضحية فالهدف شريف ومصلحة الوطن دائما نصْب أعينهم.

أجيال منتخباتنا اليوم لا يوجد في قاموسهم التهاون والتخاذل عند الإستحقاقات، جيل ذهبي 24 قيراط، قادر على توظيف كامل قدراته البدنية والفنية والتكتيكية بأعلى نسبة ممكنة من دون فقدان التحكّم، وصولاً إلى تطبيق فنّياته في المسابقات ألتي يشارك فيها، مَهما كانت الظروف والعوامل الخارجية المؤثرة مباشرة أو غير مباشرة في الحدث.

لقد تحقّق الحلم في النهج التشاركي في لعبة كرة السلة اللبنانية التي عملت وفق أسلوب لا يقصِي أحداً من الموارد البشرية الغنية جداً في اللعبة، بل حاول القيّمون عليها أن يدفعوا الجميع إلى المشاركة ليشعروا أن كلّ عنصر هو فاعل في البناء والتطوير، والمهم إلى تعريف الجيل المقبل على أهمية المؤسسة لأنها الطريقة الوحيدة ألتي تُستدام.

مبروك للبنان وللبنانيين الإنجاز الوطني الرائع وتأهلنا إلى نهائيات كأس العالم، والله ولي التوفيق.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2022

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق