عبده جدعون على موقع ملاعب

المسؤولون الرياضيون لا يقرأون ولا يسمَعون!

المسؤولون الرياضيون لا يقرأون ولا يسمَعون!

05-02-2022

إعتبرنا سابقًا أنهم لا يقرأون، واليوم نؤكّد أنهم لا يسمَعون، عِلمًا أن السَمع طبيعي ولا يحتاج إلى جهد من المُستمِع، فكثير من مسؤولينا الرياضيين لا يُطالعون، وأن قرأوا ينْسون، وهناك قسم منهم يُكابر حتى على الإطلاع والقراءة، يعتقد أنه فَهيم في كل شيء، ولديه إستعداد أن يُدير كل شيء، لكن التعميم لا يجوز، فهناك قلّة من المسؤولين يُتابعون ويَقرأون ويطّلعون على كلّ ما هو جديد، لكن هؤلاء لا صوت لهم.

لهذا تفشل غالبية الأندية والإتحادات والجمعيات لأنها معزولة عن الواقع، ومجالسها تُشكّل من نفس المستودع، فماذا ننتظر من الذين لا يعترفون بالدم الصافي الجديد، والقراءة، والإطلاع، وسَماع الرأي الآخر، وهمّهم محاربة الكفاءات وأهل الإختصاص بالتهميش والنظر اليهم بعينين ملتهبتين بكبريت حقد وضغينة ونتيجتها بالتأكيد الفشل. هل كل رياضي يتبع من فاز بالإستئثار؟ وإذا تغيّر السلطان تغيّر الزمان كما كان يقال في حقبة ملوك الجاهلية؟!

كنا نأمل ونتمنّى أن تزول الأحقاد وتصفوا النوايا ليعمل الجميع متكاتفين في سبيل رياضة أفضل، ولكن وكما يبدو، فإن الحقد باق وتغليب المصالح الخاصة والآنية مستمر.

وضعنا الرياضي مؤسف وغير طبيعي في ظل رغبة في الهيمنة والتسلّط على الرياضة، وكيف لا يكون كذلك بعدما صارت الرياضة جزءاً مهماً من السياسة، وصار السياسيون راغبين في إقتحامها خصوصاً اولئك الذين فشلوا في ولوج أبواب السياسة بعدما أُدخِلوا إليها من الطاقات والنوافذ والأبواب الخلفيّة.

أطل العام الجديد، وكثيرون رقصوا وإحتفلوا وغنّوا وشرِبوا ولكن هيصة العيد ستنتسى، أما مأساة الوطن الرياضي فستبقى كابوسا فوق رأس المواطنين الذين ينتظرون عودة الضمير إلى معظم المسؤولين عن وطن يتمزّق وشَعب يجوع.

مسكين هذا الشعب الرياضي ألذي يعيش منذ سنوات في الأوهام ويتقاتل في سبيل تدعيم مراكز الكثيرين ممن باعوا الوطن وباعوه. هذه الرياضة ألتي تسوء معالمها في ظلّ غياب المسؤولين عنها، ستواصل إنحدارها إلى الهاوية إذا بقيت اللآمسؤولية واللآمبالاة شعار المُهيمنين عليها، السائرين في فلك السياسيين الذين يغدون أطماعهم ويلفلفون فضائحهم ويتستّرون على نواقصهم.

هذه هي الحقيقة مهما عاند المتكابرون ومهما قالوا أن الرياضة بألف خير، وكيف للخير أن يأتيها في وطن رياضي لا خير في معظم المسؤولين عنه. ومن نكد الدنيا علينا، حتى كبار المتدخّلين في شؤوننا، سلباً أو إيجاباً، لا يخفون قلقَهم على مصيرنا ومستقبل وطننا، ويحذّروننا من عواصف عاتية تقترب من أجوائنا لتقضي على كلّ شيء عندنا دون تمييز بين مصالح أبطال التواريخ ومصلحة الشعب ألذي يصنع التاريخ عندما يسلك الدرب الصحيح، ولا يستزلم وينتفض ولا يركع أمام السلطة والمال.

وبعض كبار اللاعبين عندنا لا يزالون يعتقدون أن مصير الوطن لعبة يتسلون بها، ومصلحة الوطن الرياضي لا تتأمن إلا إذا تحققت رغباتهم وأطماعهم وتأمنت مصالحهم، حتى أن بعضهم يفاخر بإنتمائه إلى خطوط تتعارض مع مصلحة الوطن ألذي يحبونه على طريقة ذاك الدب الذي قتل صاحبه لمّا أراد قتل بَعوضة غطّت على وجهِه.

في الرياضة لا دَور لكبار اللاعبين، لأننا لم نعد نرى فيها أبطالاً أو نصغي إلى رأي مسموع لأمثال اولئك الكبار الأجلاء ألذي يغلّبون المصلحة الرياضية على طموحاتهم ومصالحهم بعيداً عن مصالح الأحزاب والتيارات.

صارت الرياضة مسرحاً للمحاسيب والأزلام، يتوزّعون الأدوار لعرقلة كل وفاق، بينما ألكل يعرفهم ماضياً وحاضراً، وكيف ولماذا جاؤوا بِهم إلى الرياضة وإتحاداتها ونواديها. مؤسف ما نراه ونسمعه من مظليين لا تقرأ ولا تسمع، ومُعيب ما يقوم به بعض هؤلاء القادة من ممارسات تسيء لهم ولأصدقائهم وللرياضة ألتي شاء سوء القدر أن يكونوا في عداد المسؤولين عنها، تماماً كما إن من نكد الدنيا علينا أن نرى قادة الصدفة يتحكّمون في مصيرنا، ويقرّرون عنّا ويتكلّمون بإسم وطننا الرياضي! حفظ الله لبنان.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2022

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق