عبده جدعون على موقع ملاعب

كما تكونون يولّى عليكم.

كما تكونون يولّى عليكم.

02-01-2023

الإنتصارات وحلاوتها تُفرح القلوب، والإتحادات الناشطة خرّجت من صفوفها جيلاً جديداً من الأبطال بعد إرشادهم إلى الرياضة الصحيحة، أضاءوا دروبهم منعاً للضياع حتى وصلوا إلى الطليعة وإعتلاء المنصات، صحيح ان الرياضي يسعى للوصول إلى نشوة الفوز، وكم نكون نحن سعداء بكل إنتصار حقّقوه، كما اننا لا نستطيع تصنيف الألقاب، فلكل لقب حلاوته. وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم.

إذا عدنا إلى الرياضة منذ إستحداث وزارة خاصة بالشباب والرياضة بهدف ان تكون الركيزة الأساسية في النهضة الرياضية والقضاء على الفساد المستشري في كثير من المؤسسات ألتي تتولّى شؤون الرياضة كما تمنيناها، وتمنينا أن تخطّط لرفع المستوى الفني وتنقية الأجواء الرياضية مِن الذين أفسدوها، ونحن لا زلنا ننتظر الإصلاح على كلّ صعيد ونتفرّج على بعض الرياضات وهي تنحدر نحو الهاوية دون أن تنفع فيها صيحات التحذير وصرخات المخلصين.

أما على غرار السوء الذي يعمّ الأوساط السياسية، تسوء الأحوال في الرياضة بعدما احتلها    "الغزاة" وإستبدلوا نبل رسالتها بالدجل الذي يسمونه ذكاء وشطارة بعدما بلغت التدخلات السياسية في الرياضة حدّها الأقصى، تعدّدت الآراء وتنوعت حول هذه التدخلات ألتي يراها البعض مُسيئة تُعرقل مَسيرتها وتزيدها سوءاً، بينما يراها آخرون ضرورة لدعم المحاسيب ولفلفة الفضائح وإستكمال الهيمنة.

موقفان متناقضان ورأيان مختلفان، حول موضوع نعاني منه حالياً بما نشهده من تدخلات.

نحن كنّا ولا نزال ضد التدخلات السلبية بينما نحبّذ أي تدخل إيجابي. السياسة في لبنان يشربها الرضيع مع حليب أمه، ويتعلّمها التلميذ في المدارس ويمارسها الطالب في الجامعة ويحترفها كلّ مواطن. ويتناكف الأخ مع أخاه بسببها، كما تهون الكرامات عند البعض وتضيع القيَم عند آخرين.

بصراحة نحن نتمنى تدخلات سياسية تفرض الوئام وتغلب مصلحة الرياضة والوطن. ونحن مع تدخلات تعيد للرياضة حقوقها الضائعة وللنوادي والمؤسسات مساعداتها المنسيّة، نحن مع تدخلات لتطبيق القوانين وتنظيم السَفر وإصدار تشريعات ضرورية. نحن مع تدخلات إيجابية تتصدّى لسلبيات بعض المتدخلين.

حالياً، نشهد تدخلات من النوعين السلبي والإيجابي والمتعاطون في الرياضة يَعرفون ذلك، ولكن بكلّ أسف، سلبيات المتدخلين تفوق إيجابيات الآخرين.

التدخل مقبول عند طالبيه عندما يكون لصالحهم ومرفوض إذا كان لصالح الخصوم، وهذا ما نلمسه في تركيب اللجان الرياضية في القطاع، المشكلة قديمة ولكن كانت خجولة لا يعرفها إلا المتعمّقون في خبايا الرياضة وانفلتت أيام التدخل الرسمي الفاضح في تشكيل غالبية المراكز المؤثّرة في القطاع، وهي مستمرة وستبقى طالما أن في الرياضة والسياسة من لا يعرفون مصلحة الرياضة والوطن، صدق من قال أن "دود الخل منو وفيه".

نريد أن ننسى كل الذين تجاهلوا الرياضة وأساؤوا إليها، نريد أن ننسى المسؤولين الذين أهملوها أو الذين هدروا مالها وعزّزوا فيها المحسوبيات ومارسوا من خلالها النكايات وتصفية الحسابات، فلتكن لنا بداية العام 2023 مرحلة جديدة بتعيين وزير ومدير من أهل القطاع في الشكل المناسب وهم كثر.

عبدو جدعون

فهرس عبدو

عودة الى نهار الرياضة

جميع الحقوق محفوظة © 2022

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON   توثيق