المصدر : مجلة الجيش اللبناني
شباط 2011
المركز العالي للرياضة العسكرية
معهد يخرِّج أبطالا
حين تسلَّم الجيش اللبناني زمام أمره، تسلَّم كذلك نمطًا من الرياضة
كانت تمارس حينذاك على الطريقة البدائية التي ما تعدَّت الحركات
السويدية وألعاب الأهرام، من أجل أن يحافظ الجندي على لياقته البدنية
وحسب. وكانت الملاعب والأدوات الرياضية محدودة، أما المدرِّبون فلم
يتجاوز عددهم عدد أصابع اليد الواحدة. وافتقرت الرياضة إلى أصحاب
الكفاءة في الحقلين الإداري والفني.
من البداية
كان الجيش الفرنسي قد أنشأ العام 1943 في حارة حريك – بيروت ما أسماه
«مدرسة القتال والتزلج والرمي» التي ما كانت أكثر من قاعة رياضة واحدة
ومكتبين ومضمار للركض السريع لم يتجاوز طوله الأمتار الثمانين.
في الرابع من كانون الأول 1944، وبحضور رئيس مجلس الوزراء رياض الصلح،
عُقِدَ المؤتمر الرياضي الأول الذي أوصى بوجوب تعميم الأنشطة الرياضية
في القوى النظامية. وهكذا دخلت الألعاب الرياضية والتربية البدنية في
برنامج العمل اليومي للقوى المسلَّحة, بغية الحفاظ على لياقة عناصرها
البدنية فينفذُّون مهماتهم بشكل أفضل.
وبتاريخ الأول من كانون الثاني 1946، وبعد جلاء جيش الإنتداب عن لبنان,
تسلَّم الجيش اللبناني مدرسة القتال والتزلج والرمي وقد ضمَّت عناصر
شَكَّلوا نواة فريقي الجيش في لعبتي المبارزة والتزلج. ثم استحدثت
وزارة الدفاع الوطني في منطقة الأرز في بشري «مدرسة التزلج» واستمرت في
بيروت «مدرسة القتال والرمي».
وهكذا انطلقت بقوة الرياضة في الجيش إلى آفاق جديدة فتناولت في مرحلتها
الأولى الألعاب الإجمالية مثل كرة القدم وكرة السلة التي أمسك الجيش
بزمامها طوال سنوات على الصعيدين العسكري والمدني. ثم دخل الجيش في
مختلف الميادين الرياضية من أبوابها الواسعة إن في الألعاب الإجمالية
أو الإفرادية كألعاب القوى والسلاح والتزلُّج وغيرها... ولقد برز أبطال
الجيش في مختلف الميادين ولا سيما ألعاب القوى التي سجَّل فيها
العسكريون 13 رقمًا قياسيًا ما بين العامين 1959 و1964.
العام 1978 إستبدلت تسمية مدرسة القتال والرمي بـ «المركز العالي
للرياضة العسكرية» الذي لم يبدِّل مكانه في حارة حريك. ولكنه لم ينجُ
العام 1982 من اعتداءات طيران العدو الإسرائيلي التي دمَّرت منشآته
وملاعبه وحتى بُنَاه التحتية.
اليوم
بتاريخ 15 آذار 2003 إفتتح في منطقة مار روكز - ضهر الحصين مجمع الرئيس
العماد إميل لحود الرياضي العسكري الذي انتقلت إليه في منتصف العام
2006 قيادة المركز العالي للرياضة العسكرية وفروعه بالإضافة إلى سريتي
القيادة والخدمة وسرية المنشآت الرياضية. أما سرية المنتخبات الرياضية
فقد تم تمركزها في ثكنة يوسف الأسطا – كفرشيما .
إلى هذا المجمع الذي يُعتبر من أهم المراكز الرياضية الحديثة
والمتطوِّرة في لبنان، وحاضن «المركز العالي للرياضة العسكرية» كان
القصد حيث نقف على حقيقة هذا المركز وحقيقة الرياضة في الجيش من رئيس
المركز العميد الركن جورج بطرس.
مع العميد الركن بطرس
بناء على موعد، دخلنا مكتب رئيس المركز الذي كان قد سبقنا إليه بلحظات،
كما أعلمنا، لأنه كان يجول في قاعات التدريب وملاعبه يشحذ الهمم
ويشدِّد العزم ويرفع المعنويات. وكان سؤالنا الأول حول مهمات المركز.
يرتبط المركز العالي للرياضة العسكرية مباشرةً بقيادة الجيش – أركان
الجيش للعمليات يجيب العميد الركن بطرس، وتقع على عاتقه المهمات
الآتية:
• إدارة منتخبات الجيش الرياضية وإعدادها وتدريبها للاشتراك في
النشاطات والبطولات الوطنية، الإقليمية والدولية).
• تنظيم مباريات بطولات الجيش والمكلف بها وتنفيذها (اختبارات– دورات
رياضية– محاضرات...).
• وضع الأسس التنظيمية للإعداد البدني للعسكريين والعمل على تطويره.
• التنسيق مع المؤسسات الرياضية الوطنية ( وزارة الشباب والرياضة –
اللجنة الأولمبية اللبنانية – الاتحادات الرياضية – الأندية والجمعيات
... الخ)، ومع كل من المجلس الدولي والاتحاد العربي للرياضة العسكرية
وفق توجيهات القيادة.
ويُضاف إلى كل هذا بعض القدرات التي أبرزها: دعم وتعزيز وحدات الجيش
بالخبرات الرياضية الفنية والتقنية اللازمة، وتنفيذ الدورات الخاصة
التي تساعد في تطوير الرياضة في الجيش مثل دورات: التحكيم والتدريب
والرياضة والرمي ودورات الضباط وغيرها...، وتنظيم المحاضرات والندوات
المتعلِّقة باللياقة البدنية والتغذية والبدانة والمنشطات والنشاطات
المهمة وغيرها... وتنفيذها وفق توجيهات قيادة الجيش.
أهداف الرياضة العسكرية
• هو دور كبير تضطلعون به أن يسهر المركز على تطبيق المثل السائر
«العقل السليم في الجسم السليم»، ومهمات جُلَّى ملقاة على عاتقكم أن
تُدخلوا الجيش عالم الرياضة من بابه الواسع ليحتل مكانه المرموق في
البطولات المحلية والإقليمية والعالمية. فما هي أهداف الرياضة العسكرية
في الجيش اللبناني؟
- إن الرياضة والجندية تتكاملان، فكما يروي تاريخ روما القديم كانت
ممارسة الرياضة من النشاطات التحضيرية العسكرية، وكانت القيم العسكرية
والقيم الرياضية لا تنفصلان. هذا إرث ثقافي يجب أن تحافظ عليه المؤسسة
العسكرية فتُكرِّس، ولمصلحتها، الوقت والوسائل من أجل التحضير البدني
لرجالها. وانطلاقًا من هذه الحقيقة، تتحدَّد أهداف الرياضة العسكرية
كالآتي:
• تنشئة العسكريين جسديًا وبنيويًا ليتحملوا مشقَّات الميدان وتنفيذ
المهمات الأمنية.
• زيادة الثقة بالنفس وتنمية روح الفريق والتضامن وروح العطاء.
• التكامل مع الدور العسكري داخل المؤسسة العسكرية.
• تنمية روح المنافسة بين العسكريين، وبين الفرق من مختلف الوحدات.
• التكامل والتواصل مع المجتمع المدني اللبناني، ومع الجيوش العربية
والدولية الصديقة، من خلال المباريات الودِّية والبطولات والدورات
والندوات الوطنية والعربية والدولية.
• كيف تنفّذون مهمتكم فعليًا على أرض الواقع من ناحية تفعيل الرياضة في
وحدات الجيش وقطعه من جهة، واختيار لاعبي فرق الجيش من جهة أخرى؟
- إن القيادة تسهر على تفعيل الرياضة بمختلف أنواعها من خلال تخصيص
الوقت الكافي لها في مناهج التعليم، والنشاطات اليومية للوحدات،
وإدراجها كمادة رئيسة في الاختبارات والدورات الدراسية، وإقامة
المباريات الإجمالية والفردية بين وحدات الجيش كافة، وتشجيع اشتراك فرق
وأفراد من الجيش في مباريات مع الاتحادات الرياضية الوطنية، إلى جانب
تنظيم مباريات دولية عسكرية داخل لبنان، وإرسال بعثات إلى الخارج
للاشتراك بمسابقات دولية. ويبقى على المركز العالي للرياضة العسكرية أن
يجسِّد هذه الأمور المذكورة أنفًا على أرض الواقع. فعلى مستوى اختيار
لاعبي فرق الجيش الرياضية فالأمر يتم كالآتي:
• وفق نتائج هؤلاء وملاحظات المدرِّبين بعد تنفيذ بطولات في مختلف
الألعاب الرياضية والعسكرية، بحيث يفصل اللاعب الذي حقَّق افضل النتائج
وفق الترتيب والتوقيت والعلامة المسجَّلة، أو أداء اللاعب في الألعاب
الإجمالية.
• يخضع اللاعب لفترة تجربة للوقوف على مستواه الرياضي، ومدى رغبته
وتقدُّمه في اللعبة بحيث يبقى ضمن فريق الجيش إذا اجتاز فترة التجربة
بالنجاح المطلوب.
• يتم رفد فرق الجيش أحيانًا بتطويع بعض العناصر (من أصحاب المشاركات
والأرقام، لاعبو أندية من الدرجة الأولى...)، وأحيانًا أخرى باختيارهم
من القطع والوحدات وفق مؤهلاتهم الرياضية.
ولكن، بالمقابل، يمكن أن يُشطب عن فرق الجيش الرياضية، وبناءً على
اقتراح المركز العالي للرياضة العسكرية، كل لاعب يتدنَّى مستوى أدائه
الرياضي أو الأخلاقي استنادًا إلى نتائج البطولات والنشاطات التي شارك
فيها بعد إعطائه الفرصة المناسبة لاستعادة مستواه.
أما على صعيد تفعيل الرياضة في وحدات الجيش وقطعه فالمركزينظِّم
وينفِّذ بطولات الألعاب الرياضية والعسكرية على صعيد وحدات الجيش وفق
روزنامة زمنية خلال عام كامل.
وهنا لا بد من التذكير بأن لاعبي المنتخبات الذين يلتحقون بوحداتهم
وقطعهم للمشاركة في بطولة الجيش ينقلون خبراتهم إلى رفاقهم ويغدون
بمنزلة مدرِّبين لهم، وهكذا تتعمَّم الفائدة وتزدهر الرياضة في الجيش.
نشاطات المركز العالي
• ما هي النشاطات الدورية في المركز العالي للرياضة العسكرية، وتاليًا
النشاطات المرتقبة لفرق الجيش الرياضية للعام 2011؟
- إن المركز خلية نحل لا تهدأ. فمن بطولة إلى أخرى، ومن مناسبة رياضية
إلى أخرى. فبالإضافة إلى تنظيم وتنفيذ بطولات الألعاب الرياضية
والعسكرية على صعيد وحدات الجيش يبرز: المشاركة في بطولة الألعاب
الرياضية وفق روزنامة الاتحادات الرياضية السنوية، وتحضير نشاطات
رياضية وتنفيذها في مناسبات مختلفة (عيد الجيش، عيد الاستقلال، ذكرى
تأسيس المجلس الدولي للرياضة العسكرية، وغيرها...)، والمشاركة في
نشاطات رياضية تنظِّمها الاتحادات والجمعيات والأندية (لقاءات ودية،
مهرجانات ودورات رياضية... وغيرها)، وتنفيذ دورات وندوات لتعميم
الخبرات الرياضية على وحدات الجيش (حكام، رتيب رياضة ورمي، محاضرات في
التغذية والطب الرياضي، تقديم المشورة الفنية وغيرها...).
أما النشاطات المرتقبة للعام الحالي فنذكر منها:
• تنفيذ روزنامة النشاطات الرياضية على صعيد قطع الجيش ووحداته.
• المشاركة في البطولات التي تنظمها الاتحادات الرياضية الوطنية في
مختلف الألعاب خلال العام 2011.
• مساعدة الإتحادات الرياضية الوطنية في تنظيم وتحكيم بطولات لبنان
وتحكيمها خلال العام الجاري.
• المشاركة في بطولة العالم العسكرية الخامسة في البرازيل خلال شهر
تموز بألعاب القوى والمبارزة والملاكمة.
• المشاركة على صعيد الاتحاد العربي للرياضة العسكرية بالنشاطات التي
تحدَّد خلال هذا العام.
• تحضير الندوة العربية العسكرية الرابعة للإعداد البدني وتنظيمها من
25 ولغاية 30 حزيران 2011.
أما طموحنا لهذا العام فهو:
• كسر الأرقام المسجَّلة لبنانيًا على صعيد ألعاب القوى وبخاصة في
مسابقات الركض على أنواعه.
• تحقيق نتائج بارزة في بطولة العالم العسكرية الخامسة في البرازيل
التي ستقام خلال شهر تموز المقبل.
• تعميم الرياضة، لا سيما القتالية، في قطع الجيش ووحداته العملانية
لما لها من تأثير في زيادة الثقة بالنفس والشجاعة (الإشتباك هو فرع من
عدة رياضات قتالية).
تعاون وثيق مع الاتحادات الرياضية
• حضرة العميد، كيف تصفون العلاقة بين المركز والإتحادات الرياضية
الوطنية؟
- إستنادًا إلى المرسوم الرقم 4944 تاريخ 29/3/1994 تعتبر فرق الجيش
الرياضية أعضاء في الإتحادات الرياضية اللبنانية كافة، وتتمتَّع
بالحقوق والموجبات باستثناء الحق لها بالإشتراك في الجمعيات العمومية
كناخب أو منتخب وتُعفى من الإشتراكات المنصوص عليها في الأنظمة المرعية
الإجراء جميعها. ومن ناحية ثانية ثمة تعاون وثيق بين المركز والإتحادات
الرياضية الوطنية من خلال مشاركة معظم الفرق في بطولات لبنان.
من ناحية ثانية، التعاون مع الاتحادات الوطنية والجمعيات والأندية
الرياضية إيجابي إلى أقصى الحدود. فالجيش يمدُّ المنتخبات الوطنية في
المصارعة، والجودو، والتايكواندو، والملاكمة، والمبارزة، والعاب القوى،
وغيرها من الألعاب الإجمالية (كرة اليد، الكرة الطائرة)، بعناصر من
فرقه الرياضية. وكذلك يساعد المركز الاتحادات والجمعيات في الإدارة
والتنظيم في أثناء تنفيذ بطولاتهم المحلية والدولية (دورة الألعاب
الفرنكوفونية السادسة، بطولة الأندية العربية في الكرة الطائرة،
المصارعة الحرة والرومانية، بطولة آسيا للناشئين في الجودو، بطولة آسيا
لكرة اليد، بطولة غرب آسيا للمصارعة الحرة والرومانية، ماراتون
بيروت... )، وفي التحكيم في البطولات المحلية (كرة سلة، كرة قدم، الكرة
الطائرة، تايكواندو، جودو، مصارعة، مبارزة، وكرة الطاولة...).
• هل من مدرِّبين أو لاعبين أجانب في صفوف منتخبات المركز؟
- مؤخرًا تمَّ استقبال مدرب أثيوبي هو TIZAZU WUBESHET لتدريب فريق
الجيش في ألعاب القوى.
أما بالنسبة إلى اللاعبين الأجانب فقد كان قرار قيادة الجيش في هذا
الأمر واضح وهو عدم الإتكال على اللاعب الأجنبي والإعتماد وحسب على
اللاعبين العسكريين.
• هل يتقاضى الرياضيون أو اللاعبون في المنتخبات أي علاوة مالية كما في
الوحدات الخاصة مثلاً؟
- لا يتقاضى اللاعبون أي علاوة، بل هم يحصلون على مكافآت مادية في حال
إحرازهم أحد المراكز الثلاثة الأولى في الألعاب الإفرادية والإجمالية
إن كان على صعيد بطولات الجيش أو لبنان. كما يحظون بمكافــآت مادية عند
إحرازهم أي ميدالية خلـال مشاركتهم في البطولات الإقليمـية والدولــية،
أو عند تحقيقـهم أرقامًا قياسية بخاصة في مسابقات ألعــاب القوى.
الإنتساب إلى نادي الجيش
• أين أصبح مشروع الإنتساب إلى نادي الجيش؟
- لقد تم إطلاق مشروع انتساب أولاد العسكريين في الخدمة الفعلية
والمتقاعدين بحيث يمكن أن يشاركوا في فرق الجيش الرياضية على أن يتم
تدريبهم من دون أي بدل.
ولهذا المشروع النموذج وجهان: الأول، يتعلَّق بالعلاقة بين الجيش
والمجتمع المدني، والثاني رياضي يحفِّز ويشجِّع الشباب على ممارسة
الألعاب الرياضية، ويرفد فرق الجيش بالطاقات الرياضية الشابة وبالتالي
المنتخبات الوطنية المشاركة في الاستحقاقات العربية والدولية.
ولقد شاركت كل من ريتا أبو جودة (إبنة العميد الركن الياس أبو جودة)
وكارين الجميِّل (إبنة العقيد الركن خليل الجميل)، كلاهما منتسبتان إلى
المركز ضمن فريق الجيش للمبارزة، بالبطولة العربية للأشبال والناشئين
في لعبة المبارزة المنعقدة بين 4 و10 تشرين الأول 2010، حيث أحرزت
اللاعبة ريتا أبو جودة ثماني ميداليات (ذهبية، فضيتان، خمس برونزيات)،
واللاعبة كارين الجميل (برونزية واحدة).
• حضرة العميد، كيف ترون مستقبل الرياضة في الجيش؟
- إنى لا أراة إلا زاهرًا. ولم لا؟ والإرادات طيِّبة والطموح لا حدود
له والطاقات متوافرة عند رياضيي الجيش. ولكن يبقى أمر واحد لا مناص منه
وهو أن تواكب إدارة المركز، وقدر الممكن والمتاح، تطور المواهب
والطاقات الرياضية بتطور تنظيمي وتدريبي وإداري يسمح لها بالتحليق
عاليًا في فضاء الرياضة.
وخرجنا من مكتب رئيس المركز نترافق وإياه في جولة في أرجاء المركز
نطَّلع على المنشآت وصالات التدريب والملاعب، ونقف أمام تاريخ المركز
ومنجزاته الباهرة من خلال كؤوس وميداليات وصور ولوحات وعتاد توزّعت في
خزائن وعلى الجدران وتنتظر اجتماعها في مكان واحد يضمها ويكون متحفًا
حيًّا شاهدًا على تاريخ الرياضة في الجيش.
عرَّجنا على قاعات التدريب وملاعبه تشغل منا الحواس كلها: نستنشق رائحة
عرق الأبطال يتصبًّب من عضلات مفتولة وصدور عارمة وجبهات عالية أبية،
ونشنِّف آذاننا بصرخات تخرج عالية من حناجر مرافقة عزمًا وقوة، وتبتهج
عيوننا برؤية أجيال ناشئة تتجاوز طاقاتها وتتحدّى أجسادها لتسجِّل
أرقامًا وتحقِّق انتصارًا، ونتلمٍّس عتادًا ما رأيناه سوى في الصور
ونصافح أبطالاً سمعنا بهم وبإنجازاتهم، ونتذوَّق حلقنا يجِفُّ دهشة
ومفاجأة من ضربات ولكمات شكرنا الله أننا لم نكن نحن هدفها حتى في
التدريب.
وثمة أمر آخر، ربما هو أهم ما سجًّلناه، وكان ردة فعل رئيس المركز عند
رؤيته عقب سيجارة في أحد أروقة المركز. لقد طلب البحث عن مدخِّن هذا
النوع من السجائر ليلقى قصاصه, فالرياضة على عداء تام مع التدخين.
وودَّعنا العميد الركن بطرس شاكرين استقباله لنا وشاهدين أننا كنا في
معهد عالٍ للرياضة وليس في مركز، هذه التسمية التي لا تسع ما رأيناه
وشهدناه، ولا تتسِّع لهؤلاء الأبطال.
عضوية المجلس الدولي للرياضة العسكرية (سيزم CISM)
العام 1952 إنتسب الجيش اللبناني إلى المجلس الدولي للرياضة العسكرية
وشاركت فرقه من المركز العالي للرياضة العسكرية في العديد من بطولاته
العالمية. كما نظَّم هو بدوره العديد منها في لبنان.
وهكذا شارك الجيش في أكثر من 30 بطولة دولية، كما نظَّم بطولات ودورات
عالمية عسكرية أهمها:
1 - بطولة العالم العسكرية الحادية عشرة بلعبة المبارزة التي أقيمت في
بيروت العام 1960.
2 - الدورة الدولية الثالثة في سيف المبارزة في بيت الدين - جبل لبنان
العام 1963.
3 - العيد الخمسون لتأسيس «سيزم» في شباط 1998.
4 - بطولة العالم العسكرية (11) بالفروسية في فقرا - جبل لبنان العام
1998.
5 - بطولة العالم العسكرية (44) في كرة السلة في بيروت العام 2000.
6 - بطولة العالم العسكرية (39) في ألعاب القوى في بيروت العام 2001.
7 - بطولة العالم العسكرية (51) للعدو الريفي في لبنان العام 2004.
عضوية الإتحاد العربي للرياضة العسكرية
إنتسب الجيش اللبناني إلى الإتحاد العربي للرياضة العسكرية التابع
لإدارة الشؤون العسكرية في جامعة الدول العربية منذ العام 1945. ومذذاك
وفرق الجيش الرياضية تشارك بنشاطاته من اجتماعات وبطولات حتى اليوم.
وقد نظَّم الجيش العديد من هذه البطولات وأهمها:
1 - البطولة العربية العسكرية الثالثة لاختراق الضاحية العام 1995 وحل
فيها ثالثًا بين سبع دول مشاركة.
2 - البطولة العربية العسكرية الثانية في التوجه البوصلة العام 1997
وحل فيها أولاً على المستويين: الفرق والفردي.
3 - البطولة العربية العسكرية الأولى في ألعاب القوى العام 1999 وحلَّ
فيها ثالثًا بين سبع دول.
4 - الندوة العربية العسكرية الثالثة للطب الرياضي بحضور 11 دولة عربية
العام 2010.
أبرز انجازات فرق الجيش الرياضية وأبرز أبطاله خلال الأعوام الثلاثة
ألاخيرة
• فريق المصارعة:
- بطل لبنان للاعوام 2007، 2008، 2009 و2010 في المصارعة الرومانية
والحرة.
- شارك الفريق في بطولة العالم العسكرية في الهند العام 2007 (بحضور 48
دولة) وصنَّف الرقيب محمد سلوم الثامن.
- شارك الفريق في بطولة الأندية العربية للعام 2009 في بيروت حبث صنَّف
الثالث في المصارعة الحرة محققًا 4 ميداليات برونزية.
- شارك الفريق في بطولة دول غرب آسيا للمصارعة الرومانية والحرة في
بيروت وحل في المركز الثالث بلعبة المصارعة الحرة محققاً 4 ميداليات
برونزية، والمركز الرابع بلعبة المصارعة الرومانية محققًا 3 ميداليات
برونزية.
- شارك الفريق بدورة الألعاب العسكرية الرياضية الأولى التي جرت في
سوريا العام 2010 حيث حل في المركز الرابع محققًا 5 ميداليات برونزية.
- أبرز اللاعبين: الرقيب أول محمد سلوم، الرقيب محمد الغوش، العرفاء:
إبراهيم الخطيب، أحمد الرفاعي، علي دمج وأحمد الخالد .
• فريق الجودو:
- صنف الفريق في المركز الثاني للأعوام 2007 و2008 و2009 و2010 على
صعيد بطولة لبنان.
- أبرز اللاعبين الرقيب أول زين الدين تمرة والعريف وسيم عبيد.
• فريق التايكواندو:
- حل في المركز الثاني في بطولة لبنان العامة للعام 2007 برصيد ميدالية
ذهبية وميداليتين فضيتين و4 ميداليات برونزية.
- العام 2008 حل في المركز الرابع برصيد ميدالية فضية و4 ميداليات
برونزية.
- العام 2009 حلَّ في المركز الثاني برصيد ميدالية ذهبية وميداليتين
فضيتين و3 ميداليات برونزية.
- العام 2010 حل في المركز الخامس برصيد فضية وثلاث برونزيات.
- شارك الفريق بدورة الألعاب العسكرية الرياضية الأولى التي جرت في
سوريا العام 2010، حيث أحرز المؤهل علي كنعان ميدالية برونزية.
- أبرز اللاعبين: المؤهل علي كنعان، الرقيب جورج فارس، العريف علي رعد
والجندي جورج غالب.
• فريق الملاكمة:
- الجيش بطل لبنان للدرجة الأولى للأعوام 2007، 2008، 2009 و2010.
- بطل لبنان من العام 1997 حتى العام 2010.
- أبرز اللاعبين: العريف نجد سلوم بطل لبنان في وزنه درجة أولى،
والميدالية الذهبية في بطولة ميلاد القائد (الأردن) 2010، والعريف وائل
شاهين بطل لبنان في وزنه درجة أولى والميدالية الفضية في دورة الألعاب
الفرنكوفونية في لبنان2009، وأحرز ميدالية فضية بدورة الألعاب العسكرية
الرياضية الأولى التي جرت في سوريا العام 2010، والمعاون أول عباس طحان
بطل لبنان في وزنه درجة أولى، والجندي أحمد عثمان بطل لبنان في وزنه
درجة أولى، وحاز الميدالية الذهبية في بطولة الاستقلال (الأردن) 2008،
والميدالية البرونزية في دورة الألعاب العسكرية الرياضية الأولى في
سوريا العام 2010، والرقيب فراس البتلوني بطل لبنان في وزنه درجة أولى
وحاز الميدالية البرونزية في دورة الألعاب العسكرية الرياضية الأولى في
سوريا العام 2010، والمعاون شادي طوبيا بطل لبنان في وزنه درجة أولى،
والمعاون أحمد النابوش بطل لبنان في وزنه درجة أولى.
• فريق الكرة الطائرة:
- من فرق الدرجة الممتازة في لبنان، شارك في بطولة لبنان للأعوام
2008،2007، 2009 و2010، وهو من الفرق التي تدخل ضمن المربع الذهبي، ومن
أبرز لاعبي الفريق: المؤهل ضرار عبيد، والمعاون مخايل الأحمر، والجندي
أمين القص، والجندي شيراز حليحل، وهم من لاعبي منتخب لبنان.
• فريق كرة اليد:
- من فرق الدرجة الممتازة في لبنان، وشارك في بطولة لبنان العام 2008
واحتل المركز الثالث، والعام 2009 واحتل المركز الرابع، وحلَّ العام
2010 في المركز الثالث. شارك في البطولة الآسيوية العاشرة للأندية
الأبطال خلال العام 2008 في الكويت، حيث أختير الجندي أول وسام عبدالله
أفضل حارس مرمى في البطولة.
- أبرز اللاعبين: الرقيب جورج البدوي، والمعاون حسين شريف، والمؤهل
أكرم الشيخ حسين، والمعاون أول ربيع ناصيف، والجندي أول وسام عبدالله،
وهم من لاعبي منتخب لبنان في كرة اليد.
• فريق السباحة:
- يشارك ضمن بطولات لبنان السنوية ويصنف في المركز الثاني بوجه عام،
أبرز اللاعبين الرقيب أول رفعت الخطيب والرقيب رباح رباحي والعريف أول
شربل نقولا.
• فريق ألعاب القوى:
بطل لبنان الدائم في ألعاب القوى وسباقات الضاحية أبرز اللاعبين
والنتائج المسجَّلة:
- الرقيب أول حسين عواضة: على الصعيد اللبناني صنف في المركز الأول في
ماراتون بيروت للأعوام 2007، 2008، 2009 و2010 حيث حقق رقمًا قياسيًا
على الصعيد اللبناني بتوقيت 2,20,30 ساعة، وحقق رقمًا قياسيًا على
الصعيد اللبناني في سباق نصف ماراثون قبرص بتوقيت 1,05,28 ساعة
(التوقيت السابق 1,05,38 ساعة).
- الرقيب أول عمر عبد اللطيف حلَّ في المركز الأول بسباق 111 كلم من
دمشق وصولاً إلى بيروت بتوقيت 13,55,00 ساعة.
- الرقيب أول أسامة نداف حقق رقمًا قياسيًا في مسابقة الوثب الثلاثي
خلال مشاركته بدورة الألعاب العسكرية الرياضية الأولى التي جرت في
سوريا العام 2010 مسافة 14,64 مترًا.
- الجندي عمر عيسى صنف في المركز الثاني في ماراتون بيروت 2009.
- الجندي خالد منصور سجل الرقم القياسي للبنان في سباق البدل خلال دورة
الألعاب الفرنكوفونية «3,15» دقيقة.
- العريف بدري عبيد سجَّل الرقم القياسي للبنان في رمي الكرة الحديدية
17,07 م في بطولة لبنان العام 2009، كما حلَّ في المركز الرابع في دورة
الألعاب الفرنكوفونية، ثم حقَّق رقمًا قياسيًا في بطولة الجيش للعام
2010 في رمي كرة الحديد وزن 5 كلغ 20,00 مترًا.
- العريف أول جورج هاشم : سجَّل أفضل رقم قياسي لبناني في رمي القرص
54,14 مترًا.
• فريق المبارزة:
- بطل لبنان الدائم للأعوام 2007، 2008 و2009 و2010، ويشكل لاعبو
الفريق أساس المنتخب اللبناني.
شارك في كانون الأول 2009 في البطولة العربية للمبارزة في سوريا وحل
منتخب لبنان في المركز الثالث على صعيد الفرق ونال عناصر الجيش ميدالية
فضية وخمس ميداليات برونزية.
- شارك الفريق العام 2006 في رومانيا وحل في المركز السابع من أصل 25
دولة مشاركة.
- أبرز اللاعبين: الرقيب أول شفيق الخوري, العريف فيكتور فياض والعريف
جورج فياض.
• فريق كرة الطاولة:
- أبرز اللاعبين: الرقيب أول مصطفى الدقدوقي والرقيب أول موريس الياس
والرقيب أول وائل سيف الدين.
• فريق التجذيف:
- حلَّ في المركز الثاني العام 2007 وبطل لبنان للأعوام 2008 و2009
و2010.
• فريق التوجه بالبوصلة:
شارك في عدة بطولات دولية وعربية. كما نظَّم الجيش اللبناني البطولة
العربية العسكرية الثانية والثالثة العامين 1997 و2002 في لبنان، وحلّ
فريق الجيش في المركز الأول.
• فريق الرماية:
- شارك في عدة بطولات دولية ومنها دورة الألعاب العسكرية الرياضية
الأولى التي جرت في سوريا العام 2010.
• فريق الخماسي العسكري:
شارك بدورة الألعاب العسكرية الرياضية الأولى في سوريا العام 2010
وحلَّ في المركز الخامس.
الألعاب الرياضية والعسكرية المعتمدة في الجيش اللبناني
أ – الألعاب التي تدخل في التصنيف الفردي للعسكريين وفي تصنيف الوحدات
نوعان:
• الألعاب العسكرية وتتضمن:
• الخماسي العسكري: الرماية بالبندقية – السباحة – جولة المقاتل – قذف
الرمانات وسباق الضاحية (8كلم).
• التوجه بالبوصلة: للسباق القصير والطويل .
• الرماية بالبندقية.
• الألعاب الرياضية وتتضمَّن:
• سباقي 4 كلم و12 كلم.
• ألعاب القوى: ركض 200 م – 400 م – 800 م – 1500 م – 3000م – رمي كرة
الحديد – رمي الرمح – رمي القرص – إطاحة المطرقة - الوثب العالي –
الوثب الطويل.
• الألعاب الإجمالية: كرة اليد – الكرة الطائرة – كرة السلة – كرة
القدم.
ب - الألعاب التي لا تدخل في تصنيف الوحدات:
- كرة المضرب – المصارعة – الملاكمة – الجودو – التايكواندو – المبارزة
– السباحة وكرة الماء – التزلج – كرة الطاولة – التجذيف – الشطرنج...
الخ .
يجدر بالإشارة أن حوالى 4000 عسكري يشارك في البطولات المنفَّذة على
صعيد الجيش. |