الملاكمة تغيب عن العرب وآسيا والخاسر لبنان
الاخبار - 10 / 01 / 2012
MAHMOUD HATTAB
محمود حطاب
حطاب: الملاكمة إلى تحسّن والجيش يزيدها تألقاً 07-08-2016 المستقبل ترفض لعبة «الفن الجميل»، ان تسقط بالضربة
القاضية على رغم الإحجام عن دعمها وقطع الهواء والماء عنها، فالملاكمة
تجد متنفساً لها باعتمادها على نفسها، متجاوزة كل ما يعترضها من عراقيل،
وهي التي كانت تجد ارضا رحبة في لبنان تنتج ابطالا يصنعون انجازات على
الصعيد العربي والقاري، وذلك في الخمسينيات والستينيات، عندما كانت
بطولاتها تشهد حضوراً جماهيرياً واسعاً، حين تنظم القرى والبلديات
مباريات تجمع ملاكمين بارزين في المناسبات والأعياد. ولمعت اسماء
ملاكمين لبنانيين في بطولات عربية وفرنكوفونية عدة، وكان لبعض
الملاكمين شرف الاحتراف، وتسلطت الأضواء على بعض الملاكمين والملاكمات
من اصل لبناني في الخارج. وفيما ينوه حطّاب بشأن
زملائه الأعضاء في الاتحاد، وبخبرتهم في ادارة اللعبة، فانه لم يقرر
بعد ترشيح نفسه للانتخابات المقبلة، عقب الدورة الأولمبية في ريو دي
جانيرو. وكشف انه يفتح الباب أمام الوجوه الشابة المحبة للعبة والتي
ترغب في تطويرها او تساهم في تقويتها، معربا عن استمرار دعمه للاتحاد
سواء كان داخله أو خارجه، وقال: «الملاكمة رياضة اولمبية تستحق الرعاية
والاهتمام، ولأنها لعبة فردية، فليس ثمة ما يمنع وصول ملاكم لبناني
للمنافسة في دورة اولمبية والعودة بميدالية، اذا توافرت الامكانات
المادية الكافية للاتحاد». |
محمود حطاب ،
رئيس الاتحاد اللبناني
للملاكمة 2008 لولاية تنتهي في شهر ايلول
2012الملاكمة تغيب عن العرب وآسيا والخاسر لبنانالاخبار - 10 / 01 / 2012 في
ختام العام الماضي قفز الاتحاد اللبناني للملاكمة الى الواجهة مع
تنظيمه حفل تكريم أبطاله لعام 2011 مع حفل آخر لتكريم الإعلام الرياضي،
حيث كانت المناسبتان فرصة لتذكُّر اتحاد غاب عن البطولة العربية
وتصفيات الألعاب الأولمبية إذاً هناك ملاكمون جاهزون وقادرون على المنافسة فلماذا كان الاعتذار الاتحادي عن المشاركة في البطولة العربية؟ علماً أن خمس دول فقط شاركت في البطولة مع غياب الجزائر وتونس والمغرب المعروفين بتميّزهم في هذه اللعبة، ما يعني ان فرص لبنان كانت جيدة لإحراز ميداليات في الملاكمة. والغريب أن اتحاد الملاكمة أرسل خبراً الى الوسائل الاعلامية مطلع كانون الأول يتحدث فيها عن وصول المدرب التركي سيفا نار للإشراف على منتخب لبنان للمشاركة في بطولة «بنازير بوتو» الدولية التي ستقام في مدينة إسلام أباد الباكستانية من 22 وحتى 30 كانون الأول وشكّل بعثته المشاركة في البطولة من اللاعبين عباس طحان (وزن 60 كلغ)، أحمد العثمان (وزن 64 كلغ) ونجد سلوم (75 كلغ). فيتساءل متابع للعبة رفض الكشف عن اسمه كيف يمكن للاتحاد أن يستعد لبطولة دولية ويتعاقد مع مدرب اجنبي وتبدأ تمارين المنتخب يومياً لسبعة أيام ولا يكون قادراً على المشاركة في البطولة العربية؟ والحديث عن الأيام السبعة يأتي لكونها الفترة التي قضاها المدرب التركي نار في لبنان قبل أن يختفي فجأة ويغادر لبنان، حيث حضر اللاعبون صبيحة أحد الأيام لمتابعة التمارين كالمعتاد، ليفاجأوا بعدم وجود المدرب وإلغاء المشاركة. واللافت، يضيف الملاكم السابق «أن المدرب تحول من مشرف على تمارين المنتخب الى مشارك في دورة تدريبية للنادي الشعبي في صيدا علماً أنه لم يكن يملك الوقت لذلك، كون التمارين كانت تقام يومياً من التاسعة حتى الحادية عشرة قبل الظهر ومن الخامسة وحتى الثامنة مساءً. والغريب أن اتحاد الملاكمة لم يوضح أسباب سفر نار ولم يذكر أن الدورة الباكستانية قد ألغيت بل اكتفى بتحويل زيارة نار الى إشراف على الدورة التدريبية للنادي الشعبي». ويبدو أن سياسة الاعتذار عن عدم المشاركة في البطولات أصبحت عرفاً لدى الاتحاد، اذ نراه يغيب عن تصفيات آسيا المؤهلة الى أولمبياد لندن 2012 ولم يشارك في أي بطولة من التي أقامها الاتحاد الآسيوي لهذا الغرض، علماً أن الفرصة ما زالت متاحة، اذ سيقيم الآسيوي تصفية نهائية في شهر آذار تسمح لحامل الذهبية والفضية بالتأهل الى الأولمبياد، علماً أن التصفيات الماضية كانت تؤهل الثلاثة الأوائل عن كل تصفية الى لندن. وتشعر كأن هناك مقاطعة غير معلنة من الاتحاد اللبناني للمسابقات الآسيوية، ففي عام 2010 غاب لبنان أيضاً عن دورة الألعاب الآسيوية التي أقيمت في غوانغزو الصينية بعدما اختار ثلاثة لاعبين من الجيش للمشاركة وهم وائل شاهين ونجد سلوم وعباس طحان، فاعتذر طحان وشاهين ثم سُحب سلوم لعدم جهوزيته، علماً أن الاتحاد كان قادراً على تسمية أحمد عثمان أو فراس البتلوني اللذين كانا حاضرين للمشاركة. وكلما تعمقت أكثر في عمل الاتحاد تصطدم بمجموعة من الأمور التي تثير التساؤلات، منها ما يتعلق بالتحكيم إذ شهدت الأسابيع الماضية مجموعة استقالات، منها لرئيس لجنة الحكام عبد الله عسراوي الذي توجه برسالة الى اتحاد اللعبة هذا مضمونها: «من خلال عملي ضمن رئاسة لجنة الحكام في الاتحاد اللبناني للملاكمة وجدت انقساماً حاداً بين الأمين العام للاتحاد محمد الخليلي وأغلب الحكام المخضرمين لكونه قد تم استبعادهم منذ فترة بصورة تعسفية حيث كانوا من خيرة الشباب الرياضيين المندفعين والطموحين في سبيل تطور ونجاح هذه اللعبة. وقد اتخذت هذا القرار لكوني على قناعة بأن المغالطات الكثيرة التي يرتكبها الاتحاد وامينه العام لا جدوى من تصحيحها أو الرجوع عنها وهي التالية: -
عمل الاتحاد خلال عهده على عدم تطوير الحكام بسبب انعدام الدورات
التأهيلية واقفال باب اي مشاركة لتخريج حكام دوليين. لذلك أتقدم باستقالتي هذه من رئاسة لجنة الحكام في الاتحاد اللبناني للملاكمة وأغادركم مرفوع الرأس ومتمنياً عليكم اعفائي من أي مهمة أو صفة في اللجان التابعة لاتحادكم». ولا يتوقف الانتقاد لعمل الاتحاد والاستقالة على عسراوي فقط، فهناك ايضاً مراسلة من الحكم ناديا عليان التي استقالت أيضاً من لجنة الحكام ووجهت رسالة قاسية الى اتحاد اللعبة، تلت واحدة أرسلها رئيس لجنة الحكام السابق فادي الحاج في 21 أيار 2011 استقال فيها من منصبه منتقداً عمل الاتحاد أيضاً والانقسام الحاد الذي يعانيه. ولفت في رسالة الحاج تطرقه الى مناقشات حصلت في اجتماع للاتحاد تضمنت «أسئلة كثيرة واستفهامات لم أجد تبريراً لها لا من قبل الرئيس محمود حطاب ولا من قبل الأمين العام محمد الخليلي، ومن أهمها تسمية لاعبين للمشاركة في بطولات عربية ودولية غير مصنفين محلياً أو مشاركة لاعب حائز على ميدالية فضية أو برونزية في بطولات خارجيّة في حين تجاهل اللاعب الذي احرز الميدالية الذهبية». وكلما رجعت الى الوراء تجد أن الملاحظات والاعتراضات تكبر أكثر فأكثر ككرة الثلج، لكن أبرزها ما حصل في دورة الألعاب الفرنكوفونية عام 2009 والذي ما زال يؤثر في نفس العديد من محبي اللعبة والعاملين فيها، حين تم سحب اللاعبين حيدر منصور (وزن 82 كلغ) ودوفال سعادة (وزن 91 كلغ) لعدم جهوزيتهما في حين أن مجرد مشاركتهما كانت ستمنح لبنان برونزيتين اذا لم نقل أكثر من ذلك. رئيس الاتحاد محمود حطاب يرد على التساؤلات والانتقادات التي تتناول اتحاده وغيابه عن البطولة العربية والتصفيات الآسيوية وخصوصاً مسألة المدرب التركي نار. فحطاب أوضح أن موضوع نار جاء كنوع من التجربة والتعارف عليه، وجرى تقديم عرض له لتدريب المنتخب ومن المفترض أن يتم الاتفاق معه في القريب العاجل. أما بالنسبة لدورة باكستان فلم يشارك لبنان فيها نظراً للتأخر في تسليم جوازات اللاعبين وضيق الوقت للحصول على تأشيرات دخول. وحول الغياب عن البطولة العربية، أشار حطاب الى أن السبب هو في ضعف الامكانات المادية وعدم الحصول على الأموال من الوزارة الا قبل نهاية العام بقليل، اضافة الى أن «اللجنة الأولمبية فرضت على الاتحاد توقيع تعهّد بإحراز ميداليات وهو ما لم نكن متأكدين منه. ونحن كنا نعوّل على لاعبي الجيش للمشاركة في البطولة العربية، لكن لم نكن واثقين من قدرتهم على إحراز ميداليات والتعهد بذلك للجنة الأولمبية، ما فرض علينا الاعتذار عن عدم المشاركة». وتساءل حطاب «هل اللجنة الأولمبية ساءلت الاتحادات التي لم تحرز ميداليات أم أن «المرجلة» تكون قبل البطولات وبعدها تغيب المحاسبة». ويحصر حطاب مشكلة الاتحاد وعدم المشاركة الخارجية بسبب عدم القدرة على التعاقد مع مدرب أجنبي، علماً أن عدداً من الأطراف وعد اتحاد الملاكمة بتأمين مدرب أجنبي كاللجنة الأولمبية اللبنانية وعضو اللجنة الأولمبية الدولية طوني خوري لكن لم ينفذ شيء من تلك الوعود. وحول موضوع نقل تمارين المنتخب الى قاعة عربصاليم بدلاً من المدينة الرياضية، خصوصاً أن كلاماً قيل عن عدم دفع الاتحاد كلفة الإيجار لفترة سنتين ما دفع إدارة المدينة الى مراسلة الاتحاد حول الموضوع، يوضّح حطاب «يتم دعمنا بإيجار مخفّض ثم نحمّل تكاليف الكهرباء بملايين الليرات، فكيف نستطيع أن نكمل هكذا؟ وهو ما دفعنا الى نقل التمارين الى قاعة عربصاليم نظراً للكلفة الأقل علينا».
المحاسبة |
ABDO GEDEON توثيق
جميع الحقوق محفوظة © - عبده يوسف جدعون الدكوانة 2003-2020