WRESTLING IN LEBANON

المصارعة في لبنان
LA LUTTE AU LIBAN  

25 مصارعاً من 7 دول في بطولة الشرق في المصارعة الحرة للمحترفين

الخميس, 22 /09/ 2005

عدنان حرب
كانت لعبة المصارعة الحرة للمحترفين من ابرز الرياضات الفردية التي كان لبنان من روادها في العالم العربي والمنطقة في فترة ما قبل الحرب. ورغم انها لم تستطع العودة والنهوض كما يجب بسبب عدم تعاون المسؤولين الرياضيين مع القيّمين عليها لإعادتها الى سابق عهدها.
اللعبة تحاول اليوم النهوض مجدداً من خلال بعض المبادرات الفردية حيث يقيم اتحاد المصارعة ونادي المصارعة للمحترفين دورة دولية لهذه اللعبة في لبنان تبدأ مساء الخميس وتنتهي مساء الجمعة وذلك بتنظيم وإشراف بطل لبنان والعالم سابقاً في اللعبة خليل أبي خليل الذي يشغل مركز رئيس الاتحاد ورئيس النادي، وهو يسعى لاعادة هذه اللعبة الى ما كانت عليه سابقاً رغم عدم حصوله على أي دعم رسمي من أي جهة كانت، وهي بطولة تشارك فيها دول عدة من المحيط العربي وأوروبا وأميركا، ويكفي لبنان فخراً أنه الوحيد الذي يضم اتحاداً ونادياً رسمياً مرخصاً بين جميع دول الشرق حتى ان بعض الأبطال العرب يتدربون في لبنان نظراً لأهمية النادي بجهازيه الإداري والفني.
 
"صدى البلد" التقت خليل أبي خليل الذي تحدث عن الدورة بشكل عام وعن معاناة اللعبة في لبنان ورد على الاسئلة كالآتي:
نرى أن نشاطاتكم بالنسبة لهذه اللعبة قليلة في لبنان، ما هي الأسباب؟
- أذكر أننا أقمنا بطولة للعبة في العام 1981 ولم نعد المحاولة بسبب الاحداث، وحين لا تقام دورات أو بطولات لمصارعة المحترفين فإن اللعبة تتوقف في منطقة الشرق كله لعدم وجود أي نادٍ أو اتحاد في هذه المنطقة سوى في لبنان، فاتحاد المصارعة اللبنانية للمحترفين ونادي المحترفين الرياضي، وهما الوحيدان اللذان لديهما رخصة رسمية وشرعية في منطقة الشرق وليس في لبنان فحسب.
متى تأسس الاتحاد والنادي؟
- هذا الاتحاد تأسس في العام 1955 وكان أول رئيس له المرحوم الشيخ بيار الجميل، ثم تسلمت رئاسته في العام 1959 ولا أزال، أما النادي فقد أسسناه في العام 1963، وللعلم فإن نادينا هو الوحيد الذي يحق له تدريب أبطال هذه اللعبة، كما أن الدولة لم تعط ترخيصاً ثانياً لأي نادٍ حتى انهم رفضوا السماح لنا بافتتاح فرع ثانٍ، وأذكر أن كل الأبطال في لبنان تخرجوا من هذا النادي ما يعني أن نادينا هو مصنع الأبطال اللبنانيين.
هل تحصلون على مساعدات رسمية أو غيرها؟
- في الحقيقة نحن في الاتحاد والنادي لم نتلق أي مساعدة مالية من الدولة حتى اليوم، مع العلم أننا ننسق في كل الأمور مع وزارة الشباب والرياضة إلا أننا لا نحصل على أي مساعدات والسبب هو أن رياضتنا احترافية ويوجد فيها ايرادات كما يقولون، ونحن نذّكر بأن غالبية الالعاب الرياضية في لبنان يتم الدخول اليها بواسطة المال، هذا الأمر يزيد من معاناة اللعبة.
هل لك أن تشرح لنا سبب معاناة اللعبة؟
- هناك أسباب عدة لمعاناة رياضة المصارعة للمحترفين، أولها أن الاحداث الأليمة التي مرت على لبنان أثرت عليها سلباً ومنعتنا من اقامة دورات وبطولات دائمة، وثانياً الفوضى التي عمت اللعبة من خلال اقامة بعض الدورات غير الشرعية من دون موافقة النادي أو الاتحاد، تلك الدورات كانت تتم بواسطة المحافظين أو قائمقام المنطقة بعد تلقيهم اتصالات بخاصة من سياسيين للسماح بإقامة مثل تلك الدورات، ورغم محاولاتنا منع تلك الفوضى عبر التنسيق مع المديرية العامة للشباب والرياضة وقتها، الا اننا لم نلق تجاوباً ولم يتم التجاوب معنا.
ثالثاً هناك بعض المباريات التي تنقلها محطات رياضية فضائية وهي تأتي ضمن دورات ولقاءات باتت تشكل مهزلة لأنها تمثيليات وليس مصارعة حقيقية، كما أنها تتم في شكل كمال أجسام وعرض عضلات وألعاب فولكلورية وهذا الكلام قلته في احدى المحطات التلفزيونية الفضائية، هذه الأمور ساهمت في ابتعاد الناس عنها لقلة ثقتهم بها ما تسبب بانهيارها، لكن الأهم من كل ذلك هو حال الفوضى التي سيطرت على اللعبة في لبنان وعدم تجاوب السلطات المختصة معنا لوقف الفوضى.
ماذا عن هذه الدورة التي تقام اليوم؟
- نريد قبل كل شيء إعادة ثقة الاتحادات في الخارج بلبنان واللعبة من خلال التعامل معنا مجدداً، ورغم عدم وجود أبطال بالشكل الكافي في الدول العربية إلا اننا نصر على البدء بالنشاطات وسنجود بالموجود علماً أن أكثر ابطالنا باتوا خارج اللعبة، فمنهم من توفي ومنهم من اعتزل، وبات لدينا عدد لا بأس به من الأبطال درجة أولى وثانية، ولكن عدد الأبطال الدوليين لا يزيد على الأربعة، أما عن الأبطال والدول فلدينا نحو 25 بطلاً من 7 دول هي الى لبنان، الكويت والعراق وفلسطين والمكسيك واليابان واسبانيا، وأود أن ألفت الانتباه الى وجود بطل ومصارع مبتدئ من الكويت يمارس جميع تمارينه في نادينا وهو المصارع عبد المميت.
مباريات الدورة تنطلق مساء الخميس وتتواصل وتنتهي مساء الجمعة، يتم مع نهايتها توزيع الكؤوس والميداليات والأحزمة على الفائزين.
كم هي كلفة إقامة البطولة كاملة؟
- مصاريف البطولة من اقامة وسفر وكل التكاليف بلغت نحو 33 ألف دولار وهذا المبلغ يمكن ان يرتفع قليلاً.
كيف ستقومون بتغطية هذا المبلغ؟
- كل المصاريف والأموال هي من تغطية نادينا ومن دون مساعدة من احد، وفي هذا المناسبة أتحدى أي مصارع لبناني ومنذ إشرافي على النادي والاتحاد أن يقول اننا تقاضينا منه أي مبلغ لقاء المباريات أو التمارين، كل ذلك كان يتم على نفقة الاتحاد والنادي وأنا أتحملها كلها.
من أين تأتي الأموال؟
- لدينا نادٍ يضم ألعاباً عدة، ولدينا مردود من رياضات الايروبيك وكمال الأجسام والمساحات الطبية، أما موازنة المصارعة فهي مجانية والسبب في هذه التضحيات هي أن هذه الرياضة هي في دمي ومستعد لكل التضحيات من أجلها حتى اني فقدت السمع بسببها، وفي هذه المناسبة أود القول ان الرياضة اللبنانية كلها منهارة والمطلوب لاعادة احيائها إبعادها عن الاحزاب والطائفية وإلا فهي لن تنهض.
هل طلبت مساعدة من الوزارة أو الدولة لهذه البطولة؟
- كلا لم نطلب أي مساعدة وكل ما نريده هو دعمنا من خلال حضور مبارياتها تشجيعاً لنا خصوصاً أننا وجهنا دعوات لجميع المسؤولين ونحن نكرر الطلب عبر الاعلام اليوم بأن يأتي المسؤولون لحضور المباريات وهذا يعتبر أفضل مساعدة لنا وعلى رأسهم وزير الشباب والرياضة الدكتور أحمد فتفت، كما نأمل منهم مساعدتنا في حل مشكلة مقر النادي.
ما هي مشكلة مقر النادي؟
- لدينا عقد ايجار في مقر النادي وملعبه من السفارة الفرنسية وهو عقد لا يزال سارياً منذ العام 1954 (أي منذ 55 عاماً) وأنا تربطني علاقة صداقة قوية مع اركان السفارة حتى اليوم، وهذا العقد يعتبر ضمن انشاءات ستاد دو شايلا، واليوم يحاول بعض الجيران ومنذ سنوات عدة هدم مقر النادي وضمه الى عقارهم إلا اننا لم نوافق على ذلك نظراً لوجودنا الشرعي ولعدم امكانية وجود مقر آخر، كما توجد لدينا افادة من وزارة المهجرين تفيد انه خلال الحرب تم اسكان 24 عائلة في هذا المقر، إضافة الى أن الأحداث تسببت بهدم جزء منه، إلا أننا أعدنا إعماره بواسطة رخصة ترميم رسمية، ورغم ذلك ورغم شرعية وجودنا إلا ان البعض يريد ترحيلنا من هنا وقد طلبت مقابلة السفير الفرنسي لأشرح له ما يحصل، وأرسلت له كتاباً رسمياً أشرح فيه كل المعاناة إلا أن الكتاب لم يصله وقد عرفت لاحقاً أن الموظف الذي لم يسلم الكتاب تم فصله، وتوجهت أيضاً الى القصر الجمهوري حيث اجتمعت مع مدير مكتب رئيس الجمهورية الذي أرسل كتاباً موقعاً من الرئيس الى وزارة العدل، لكن للأسف لم نستطع حتى اليوم تحديد موعد للاجتماع مع الوزير لحل الموضوع، وأخيراً اجتمعت مع رئيس لجنة الشباب والرياضة في مجلس النواب ابراهيم كنعان الذي تفهم الموقف وبات لديه ملف كامل عن الموضوع وهو وعدني بأنه سيجتمع مع السفير الفرنسي لإنهاء المشكلة، وهنا أريد طرح السؤال المهم وهو: "كيف يريدون طرد مؤسستين رسميتين بهذا الشكل رغم قانونية كل الأوراق والمستندات ورغم حصولنا على قرار لمصلحتنا من 3 قضاة مختلفين؟
ماذا تطلب من الجمهور بالنسبة إلى هذه البطولة؟
- تمنياتي هي نجاح الدورة إدارياً وفنياً وجماهيرياً، على الصعيد الإداري نحن نقوم بكل ما يلزم لإنجاحها، وقتياً لدينا أبطال عالميون سيقدمون مباريات مصارعة حقيقية وليس تمثيليات، يبقى لي تمنّ واحد وهو أن يأتي الناس لحضور هذه الدورة لتشجيعنا، لأن أي رياضي لا يمكنه تقديم الأفضل من دون الدعم الجماهيري. كما أتمنى على الجهات المختصة دعم الأبطال وتشجيعهم وأن يرتاح البطل فنياً ونفسياً وجسدياً حتى يستطيع تحقيق الانجازات لبلده وغير ذلك فإنه من الصعب تحقيق انتصارات، وكم من الأبطال كانوا يخسرون مباريات بشكل يفاجئ الجميع والسبب إما الحالة النفسية أو الحزن وغيره.
أخيراً أود الاشارة الى أن الدخول سيكون مجانياً للجميع والحصول على البطاقة للدخول سيكون متاحاً على أبواب المجمع.

عودة الى المصارعة

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON  توثيق