"البطل"....هكذا
كان أبناء ألأشرفية يسمون جان قسطنطين
04-12-2013
ربينا في الأشرفية قبل حرب الآخرين على أرضنا،على حبّ الملاكمة...هذه
الرياضة التي لا أعرف صلتها بالرياضة. محمد علي كلاي، الذي كان والدي
من محبيه،جعلنا نتعلق بهذه الرياضة التي ترتكز على العنف أكثر منه على
الفن.
ومعرفتنا بهذا الفن "غير الراقي"،جعلتنا نحن أبناء الأشرفية،مواكبة بطل
من عندنا..من لبنان ومن الأشرفية، جان قسطنطين"البطل"،كما كان محبّوه
وما أكثرهم يسّمونه، ،إلى حلبات الملاكمة لمناصرته وتشجيعه،كما كنّا
نفعل مع "أبو كوكو" المرحوم لويس ترانتيك إبن الأشرفية، بطل حلبات
المصارعة الحرة في ستينات القرن الماضي قبل أن يسّلم إبنه المرحوم
أندره،الذي قتلته يد الغدر، مشعل الدفاع عن اللقب.
جان قسطنطين الذي إحتضنته تراب الأشرفية بالأمس،بعدما غادرها قسرًا،كما
معظم أبنائها،وهو الذي ربي فيها وحمل لواءها على حلبات الملاكمة،غادر
الدنيا من دون إستئذان بعد نوبة قلبية مفاجئة لم ترحم قامته
الرياضية،التي ما انحنت يومًا إلا لخالقها.
"البطل"هكذا كنّا نسميه وبقينا نسميه،لم يتقاعد من حبّه لمنطقته
وللرياضة...ولأن الحكمة كانت مدرسته،وإبنة منطقته أحبّ خدمة ناديها في
نهاية القرن الماضي،يوم كان النادي عائشًا على بركة محبيه وليس على
المستثمرين فيه.
بطل من لبنان حمل علم بلاده عاليًا في المحافل الدوليّة،يرحل إلى دنيا
الحق ولا من يسأل عنه من القيّمين على الرياضة في بلادنا،لا في حياته
ولا في مماته.
مرّة بعد،نكتب ونرفع الصوت عاليًا،لمن يريد أن يقرأ أو يسمع، علّنا نصل
يومًا في بلاد الأرز إلى تكريم من جاهدوا في حياتهم لإعلاء شأن لبنان
رياضيًا.
سبوركلو |