HUSSEIN SAMMOUR

 الصحافة الرياضية اللبنانية

LEBANESE PRESS SPORTS

نرجو اعلامنا عن كل نقص او تعديل

حسين سمور

الاستاذ حسين - اكمل مشوارك الرياضي بهذا المستوى الراقي - نحترم افكارك  04-05-2018

* «العهد القوي» لكرة السلة: دوري للأغنياء فقط! ( رجاع الى اصلك الشفاف ولا تدخل بالمواضيع المتدنية 05-11-2018)
 

الرياضي بطل دائم وأندية الأطراف تُنافس
نهاية موسم وتحضير لآخر

رياضة محلية السلة اللبنانية حسين سمور الجمعة 10 أيار 2019

انتهى موسم 2018 ـ 2019 من كرة السلة اللبنانيّة. مستوى مميّز قدّمته بعض الأندية، وكما هي العادة كان لنادي الرياضي ـ بيروت الكلمة العليا، واستطاع أن يحمل اللقب، فيما استمرّ مسلسل الخيبات في الشانفيل. وعلى الجهة المقابلة كانت هناك أندية تقدم مستوى مميّزاً في مقدمتها هوبس وأطلس ـ الفرزل كما المتحد ـ طرابلس. انتهى الموسم والتحضيرات بدأت سريعاً للموسم الجديد

مرّة جديدة يؤكد نادي الرياضي أنه يمتلك الشخصية الأقوى في كرة السلة اللبنانية. أحرز نادي المنارة بطولته الـ15 في العهد الحديث على حساب نادي بيروت، مستفيداً من تشكيلته القوية، والتي يتقدمها اللاعبون اللبنانيّون، كجان عبد النور ووائل عرقجي. والاستفادة الكبرى للرياضي هي وجود اللاعب اللبناني ـ المصري اسماعيل أحمد في صفوفه، وهو الأمر الذي أعطاه إضافة كبيرة. أحمد يمتلك خبرة كبيرة في كرة السلة اللبنانية، وهو يمكن اعتباره مساعداً للمدرب على أرض الملعب، ويستفيد الرياضي من لاعبَين أجنبيين إضافة إلى أحمد، وبالتالي ترتفع حظوظه بالفوز. هذا الأمر استفاد منه نادي هومنتمن الموسم ما قبل الماضي، عندما كان اسماعيل أحمد تحديداً يعلب في صفوفه. مصير أحمد لم يُحسم بعد، فاللاعب الذي تجاوز عمره الـ42 عاماً، لم يعتزل بعد، وهو برأي كثيرين قادر على مواصلة اللعب، وعلى الأغلب سيبقى في صفوف نادي المنارة. والأكيد أيضاً أنه مع أحمد أو من دونه، سيشكل الرياضي فريقاً منافساً للموسم المقبل، سواء على البطولات المحلية أو القارية ككأس آسيا، وبطولة غرب آسيا، وبطولة العرب. (هذا الموسم أحرز الرياضي 5 بطولات هي الدوري ـ كأس لبنان ـ دورة حسام الدين الحريري ـ كأس السوبر وبطولة دبي الودية). وبحسب تصريحات رئيس النادي مازن طبارة الأخيرة، فإن هناك عدداً من اللاعبين على رادار الرياضي بينهم علي حيدر وأحمد ابراهيم.

الشانفيل
على الجهة المقابلة هناك نادي المريميين الشانفيل. النادي المتني صرف مئات آلاف الدولارات على تعاقداته التي كان أبرزها اللاعب كريم عز الدين (لديه عقد طويل مع النادي)، والعملاق الإيراني حامد أهدادي، إلا أن نادي المريميين لم يتمكن من تحقيق المطلوب، وخسر سلسلة نصف النهائي أمام الرياضي، بعد أن كان الموسم الماضي خسر سلسلة ربع النهائي أمام الحكمة، ليستمر مسلسل الخيبات. وحتى الساعة ليس واضحاً إذا ما كان الشانفيل سيبني فريقاً منافساً للموسم المقبل، كما كان الحال خلال الموسمين الماضيين. وقال مصدر لـ«الأخبار» إن الشانفيل يقوم بدراسة أموره المالية والفنية، للوقوف على حاجاته، ومحاولة إعادة إدارة الفريق بالشكل المطلوب، خاصة بعد التوقيع مع كريم عز الدين لفترة طويلة، ووجود أسماء كبيرة كفادي الخطيب، وأحمد ابراهيم. (يريد الشانفيل تنظيم أموره الإدارية أولاً ومن ثم البدء بالعمل على التشكيلة الفنيّة، مع العلم انه في اليومين الماضيين خرجت أخبار عن رغبته بالتعاقد مع علي حيدر من بيروت).

هومنتمن
نادي هومنتمن بدا مختلفاً في الموسم الأخير عن الذي سبقه. في الموسم قبل الماضي ضمّ النادي البرتقالي عدداً من اللاعبين المميّزين أبرزهم والتر هودج (بقي مع النادي في الموسم الأخير)، واللاعب الأجنبي الآخر سام يونغ (لعب مع منتخب لبنان لفترة)، والتونسي القوي مكرم بن رمضان. حينها حقق هومنتمن لقب البطولة والكأس وكأس العرب في ذكرى مئويته. في الموسم الأخير لم تكن الأمور جيدة على المستوى الإداري، فألمح رئيس لجنة كرة السلة في هومنتمن غي مانوكيان في البداية أنه ينوي الرحيل، ولكنه بقي وتعاقد مع العملاق نورفيل بيل، ولكن الفريق لم يكن بالصورة التي كان عليها عندما فاز باللقب. تجاوز هومنتمن ربع النهائي على حساب نادي هوبس بصعوبة، ولكنه خسر سلسلة نصف النهائي أمام نادي بيروت. ومن المرجّح بحسب مصادر سلوية أن لا يكون هومنتمن منافساً حقيقياً الموسم المقبل، خاصة إذا خرج غي مانونكيان، حيث قالت مصادر إنه سيتوجه لشراء ناد في الدرجة الثانية، ليكون هو الرئيس وصاحب الكلمة العليا ويعمل على إيصاله إلى دوري الأضواء تحت قيادة المدرب جو مجاعص الذي عمل معه لفترة طويلة في هومنتمن. (يريد أن يكرر تجربة إدارة نادي بيروت ربما). وسيكون الأمر الأصعب على هومنتمن خروج صانع ألعابه والتر هودج، خاصة بعد أن ارتبط اسمه بأحد الأندية اللبنانية المنافسة في الأيام الأخيرة.

بيروت
أثبت نادي بيروت نفسه منذ اليوم الأول له في دوري الدرجة الأولى. الموسم قبل الماضي وصل بيروت إلى نصف النهائي، وفي الموسم المنتهي لعب بيروت السلسلة النهائية مع نادي الرياضي. يمتلك بيروت عناصر مميّزة، وإدارة تمتلك الخبرة أيضاً (كانت إدارة بيروت تتسلّم إدارة الحكمة سابقاً). يعتبر اللاعب علي حيدر واحداً من أبرز اللاعبين على مستوى لبنان إذا لم يكن الأفضل. فالمستوى الذي قدمه لاعب ارتكاز بيروت ومنتخب لبنان خلال الموسم الأخير أكثر من رائع، وأثبت أنه يمتلك خبرات كبيرة، ومستقبلاً مميّزاً في كرة السلة اللبنانية. ما ساعد حيدر هو تحرّره من «الزحمة» التي كانت موجودة في نادي الرياضي، فهو مع بيروت أخذ دوراً أكبر وقدّم نفسه بالصورة المطلوبة. ومن اللاعبين المميّزين أيضاً، كان رالف عقل، وشارل ثابت واللاعب الأجنبي جاستن دانتمون. ثابت من المتوقع أن يكون هو الأساسي مع حيدر الموسم المقبل وأن تتم عملية بناء الفريق على هذا الأساس (ارتبط اسم حيدر أخيراً بنادي الشانفيل، ولكن من المتوقع بقاؤه في بيروت). وتحدثت مصادر لـ«الأخبار» عن إمكانية التعاقد مع فادي الخطيب الموسم المقبل. وفي وقت لم يتم التعاقد مع مدرب بيروت الحالي الصربي ميودراغ بيريسيتش ليكون مدرباً لمنتخب لبنان فإن بيريسيتش باقٍ مع بيروت ليقوده إلى البطولات المحلية والقارية في المواسم المقبلة، على اعتبار أنه صاحب الفضل في بناء هذه التركيبة المنسجمة خاصة في مرحلة الأدوار الإقصائية. (من دون نسيان الدور المميز لمدرب بيروت السابق باتريك سابا).

هوبس ـ أطلس ـ المتحد وبيبلوس
مما لا شك فيه أن نادي هوبس كان هو الحصان الأسود في البطولة المحلية في الموسم الأخير. النادي استفاد كثيراً من مدربه الشاب جاد الحاج، وكان المؤثر الأكبر في الفريق هو اللاعب الأميركي ويلي وارين. الأخير كان مرشحاً في وقت من الأوقات ليكون مجنّس منتخب لبنان لكرة السلة بدلاً من آتر ماجوك. يستفيد نادي هوبس من أكاديميته المميّزة والتي تخرِّج لاعبين في كل موسم، بعكس باقي الأندية التي تعتمد على شراء اللاعبين. برز مع هوبس صانع الألعاب علي منصور الذي من المتوقّع أن يكون له دور مهم مع منتخب لبنان في المستقبل. والنادي أيضاً من مصلحته العمل للبقاء في الدرجة الأولى، من أجل استثمار لاعبي أكاديميته وجذب اللاعبين صغار السن، الذين لا يحظون بفرص مع الأندية الأخرى، فيتخرّجون من أكاديمية هوبس، ويلعبون مع الفريق الأول. وبالنسبة إلى نادي المتحد طرابلس، فالنادي ظهر بشخصية مختلفة مع المدرب مروان خليل، وبروز صانع ألعابه حسن دندش في الموسم الأخير. قدم المتحد أداء قوياً خاصة على ملعبه في الشمال، ونافس نادي بيروت في سلسلة قوية بربع نهائي الدوري اللبناني لكرة السلة.

يعتبر لاعب ارتكاز نادي بيروت علي حيدر من أبرز اللاعبين اللبنانيين هذا الموسم
(انتهت السلسلة 3 ـ 2 لصالح بيروت). نادي المتحد يمتلك الاستقرار الإداري والمالي، وهو بالتأكيد سيكون قادراً على المنافسة في الموسم المقبل، خاصة في حال حافظ على لاعبيه المحليين وفي مقدمتهم حسن دندش، وتعاقد مع لاعبين أجانب على مستوى أعلى. وفي حال بقاء مروان خليل على رأس الجهاز الفني، فإن الأداء سيكون أفضل أيضاً، مع خلق المزيد من التجانس. أما النادي الآخر وهو الوافد الجديد لدوري الأضواء، أي نادي أطلس ـ الفرزل، فلقد أثبت خلال الموسم الأخير أنه قوي جداً على أرضه. فعلى الرغم من خسارته أمام الرياضي في ربع النهائي، إلا أن النادي البقاعي أثبت أنه قادر على المنافسة، فهو بحاجة إلى الخبرة والاحتكاك، والتعاقد مع لاعبين أجانب على مستوى أعلى، وبالتالي سيكون قادراً على الحفاظ على مكانته بين الكبار في المواسم المقبلة. أمام نادي بيبلوس فهو مستمر في مسلسل التخبط، وعلى الرغم من تدعيم صفوفه بعدد من اللاعبين أصحاب الخبرة، إلا أن النادي لا يقدم المستوى المطلوب، ويبدو أن أزمته إدارية في الأساس.

الحكمة
ربما يشهد هذا العام وقف النزيف الحاصل في نادي الحكمة منذ سنوات. النادي الأخضر الذي سيطر على كرة السلة اللبنانيّة في بداية الألفية الجديدة، يبدو أنه في طريقه للخروج من أزماته الإدارية وديونه التي وصلت إلى نحو 3 ملايين دولار. مشكلة النادي مع مدربه السابق فؤاد أبو شقرا لم تُحل بعد، فالأخير يطالب بمستحقاته المالية التي تصل إلى حدود 400 ألف دولار. من الصعب جداً أن ينافس حتى لو دعم صفوفه بلاعب هومنتمن الحالي والتر هودج بحسب ما أشيع مؤخراً، فمرحلة البناء تحتاج إلى وقت، ولن تنجح فكرة شراء لاعبين على مستوى عال، بل الأهم هو التركيبة. إذا اعتمد الحكمة على التعاقد مع لاعبين، سيقع في خطأ نادي الشانفيل، الذي اعتمد على الأسماء وليس على المنظومة. خطة المدرب الحالي غسان سركيس كانت بالاعتماد على اللاعبين الصغار في مشوار الفريق خلال الموسم المقبل، ومن الأفضل خلق التوازن بين التعاقدات القوية واللاعبين الشبان في النادي، لأن النادي الأخضر لا يتحمل سقطة جديدة.

تعديلات على الطريق

من المتوقع أن يقوم الاتحاد اللبناني لكرة السلة بتعديلات على نظام البطولة ابتداءً من الموسم المقبل. وذكرت مصادر سلّوية أن التعديلات ستكون على مستوى لائحة النخبة. وهذا الأمر يعني أنه لا يحق لنادٍ واحد أن تكون لديه التشكيلة المميّزة من اللاعبين المحليين، أو أن يكون لديه عدد كبير من اللاعبين المحليين القادرين على صناعة الفارق وإعطائه لقب البطولة، في حين أن الأندية المتبقية تمتلك اللاعبين الناشئين أو الذين لا يشاركون مع المنتخب اللبناني لكرة السلة. وبحسب المصادر، فإن أصحاب هذه الفكرة، هدفهم خفض عدد اللاعبين المسموح بانضمامهم إلى فريق واحد، ليساهم ذلك بتوزيعهم بتوازن على باقي الأندية، وبالتالي ترتفع نسبة المنافسة على الألقاب. وعلى المقلب الآخر فإن هناك حديثاً أيضاً في الأروقة السلوية عن احتمال العودة إلى نظام الثلاثة أجانب في بطولة لبنان لكرة السلة، بدلاً من نظام أجنبيين على أرض الملعب، ولاعب أجنبي على دكة البدلاء. ولكن حتى الآن ليس هناك أيّ كلام رسمي في هذا الإطار، ومن المتوقع أن تعارض بعض الأندية هذه الاقتراحات، على اعتبار أن الأندية اللبنانية هي التي طالبت بالعودة إلى قانون الأجنبيين، ولكن اليوم هذه الأندية نفسها بدأت تعبّر عن انزعاجها من ارتفاع رواتب اللاعبين اللبنانيين، وبالتالي فإنّ الأمور مفتوحة على العديد من الاحتمالات.

كباش إداري وسياسي يهدد بنهاية الحكمة!

الـ«فيبا» يمهل ولا يهمل...

حسين سمور

24-11-2018

أكثر من 75 عاماً هو عمر نادي الحكمة. في البداية كان كل الاهتمام ينصب على نادي كرة القدم، ومع انتخاب أنطوان الشويري رئيساً للنادي في عام 1992، كانت الثورة، وبالتحديد على مستوى كرة السلّة مع تأسيس فريق طموح وقادر على المنافسة. قيل حينها إن الشويري أراد انتشال المسيحيين من الإحباط الذي أصابهم بعد نهاية الحرب اللبنانيّة، وبعد اتفاق الطائف. ربما كان هذا جزءاً من الهدف، ولكن الأكيد أنّ ما حققه الحكمة على صعيد الإنجازات صعبٌ نسيانه.

الصورة تغيّرت، الحكمة يعاني منذ سنوات، ولكن اليوم بات على شفير الهاوية، فهل يقع!
كل من يتابع كرة السلّة في لبنان يدرك مدى أهميّة نادي الحكمة. في الشارع السلّوي، يُقال إنّه لا كرة سلّة من دون ناديي الرياضي والحكمة. على مدى السنوات شكّل هذان الناديان عصب كرة السلّة اللبنانيّة، وكان معهما الأنصار والنجمة في كرة القدم. في عام 1992 ترأس أنطوان الشويري الحكمة، وفي عام 1996 احتلّ فريق كرة السلّة المركز الثاني في بطولة الأندية العربيّة. توالت الإنجازات، وفي عام 1998 فاز الحكمة في نهائي البطولة العربية على نادي الوداد بوفارك الجزائري، وبعدها بعام تمكّن من الحفاظ على لقبه بفوزه على الأهلي المصري. موسم 1999 ـ 2000 كان الأجمل، ليس للحكمة فقط بل لكل لبنان.

لا أحد ممّن عايش تلك الفترة ينسى الحكمة. حكمة غسّان سركيس، فادي الخطيب، إيلي مشنتف وبالطبع محمد آشا وآسان نداي وغيرهم الكثير. في ذلك الموسم تربع الحكمة على عرش آسيا، وحمل اللقب على حساب بطل الصين على ملعبه في غزير، وعاد في عام 2004 وأحرز اللقب مرّة جديدة، ولكن مرحلة الهبوط بدأت في 2005 ـ 2006، وهي لا تزال مستمرّة.

مطرانية بيروت دعمت النادي قبل أيام بمبلغ 50 ألف دولار فقط

ما يعيشه اليوم نادي الحكمة لكرة السلّة لم يمر به منذ عام 1992. النادي تلقى كتاباً من الاتحادين الآسيوي والدولي لكرة السلّة يمهل النادي وقتاً لدفع المستحقات الماليّة المتوجبة عليه للاعبين. وفي هذا الإطار أصدر الاتحاد اللبناني للعبة والتزاماً بقوانين الـ«فيبا» مجموعة مقررات منتصف الأسبوع، تقضي بمنع نادي الحكمة لكرة السلّة من التعاقد مع أي لاعب أجنبي أو محلّي، كما وتمّ إعطاء مهلة لإدارة النادي لحل مشاكله الماليّة وتسديد مستحقات اللاعبين المتوجبة، وإلا سيتم اللجوء إلى الخيار الأخير وهو تحرير الجهاز الفني ولاعبي الفريق من عقودهم، وبالتالي يصبح جميع لاعبي الحكمة أحراراً بالانتقال إلى أي ناد يريدونه (دون إلغاء المستحقات المالية المتوجبة لهم).

وبحسب العديد من المصادر فإن المهلة التي أعطيت لنادي الحكمة تنتهي في 28 الشهر الجاري، فيما قالت بعض المصادر إنه يمكن إمهال الإدارة حتى 30 منه. وبالتالي يتوجب على النادي الحصول على براءات ذمّة من اللاعبين المتقدمين بشكوى ضدّه قبل نهاية الشهر. وفي حال لم تقم الإدارة بهذه الخطوات، ولم تدفع مستحقات اللاعبين الماليّة ستتعرّض للمزيد من العقوبات التي قد تصل إلى حرمان النادي من اللعب في الدرجة الأولى، وإسقاطه إلى الدرجة الثانية.

يذكر أن العديد من اللاعبين اللبنانيين والأجانب، تقدموا بدعاوى ضد إدارة نادي الحكمة للاتحادين الآسيوي والدولي لكرة السلّة، بسبب عدم تسديد الإدارة لمستحقاتهم الماليّة.
وعلى ضوء هذه التطورات تنقسم الآراء داخل إدارة النادي التي يرأسها سامي برباري بعد استقالة الرئيس السابق مارون غالب قبل أكثر من عام. فتحدثت بعض المصادر المتابعة للتطورات داخل «القلعة الخضراء» عن رغبة بعض الأعضاء بالاستقالة، فيما يصمم آخرون على إكمال ولايتهم والسعي إلى تأمين تمويل للنادي.

وكانت المفاوضات بين حزب القوات اللبنانيّة وإدارة الحكمة الحالية قد وصلت إلى باب مسدود قبل أيّام. وتحدّثت مصارد قريبة من النادي عن أن القوات طالبت باستقالة الإدارة الحاليّة، للسير بمشروع دعم النادي، ولكن الإدارة رفضت، وبالتالي لم يتغيّر شيء على مستوى الدعم والرعاية. ومن جانبها مطرانية بيروت التي كانت تدعم النادي على مدى السنوات، اكتفت بإعطاء مبلغ 50 ألف دولار قبل أيّام لإدارة النادي، كجزء من الدعم السنوي التي تقدمه المطرانيّة.

ولكن من يعرف ما يمر به نادي الحكمة، يؤكد أن ديون النادي من مستحقات لاعبين ومدربين فقط، فاقت المليون ونصف المليون دولار. والإدارة لا تزال تردد الجملة ذاتها، «العمل لتأمين مداخيل إضافية لدفع مستحقات لاعبي فريق كرة السلة قبل عودة عجلة الدوري للانطلاق، ومستحقات لاعبي فريق كرة القدم».

وفي ظل استمرار النزف، وإمكانية خروج نادي الحكمة من الصورة هذا الموسم وربما لمواسم كثيرة، دخل الجمهور على خط الأزمة، وبدأت أعداد كبيرة من الجماهير تطالب باستقالة الإدارة الحاليّة، لكي يأتي رجل أعمال أو أي جهة تكون قادرة على دعم النادي ماليّاً، وإخراجه من أزمته «الوجوديّة».

وفي هذا الإطار قالت هذه الفئة من الجمهور التي أعطت نفسها لقب «المعارضة الحكماويّة» أن الإدارة الحالية دفعت عدداً من الداعمين للخروج من النادي بسبب أسلوب عملها. كما حمّلت الإدارة الحالية مسؤولية «قتل نادي الحكمة، وقتل أحلام وذكريات الجمهور».

خمسة أيّام أو أقل تتبقى لإنقاذ نادي الحكمة، وإلّا فإن تطبيق قرارات الـ«فيبا» سيكون واجباً على الاتحاد اللبناني للعبة، لتجنّب أي عقوبات يمكن أن تطال كرة السلّة اللبنانيّة ككل. نادي الحكمة يعاني أكثر من أي وقت مضى، ورغم ذلك يقف الجميع ليتفرّج على النادي الذي أعطى لبنان كثيراً، خاصة تلك الجهات التي استفادت من الحكمة في أكثر من موسم انتخابي، وهي اليوم تتركه لقدره. يرتبط مشروع دعم الحكمة اليوم بالكثير من رجال الأعمال الذين تتوزّع أعمالهم بين لبنان وأوروبا، ولكن كل شيء مرتبط بالإدارة الحاليّة، ورغبتها بالبقاء أو الاستقالة.
الحكمة يعاني، وصورته اليوم هي صورة عن واقع الرياضة عموماً وكرة السلّة خصوصاً. أكثر من ناد قرر عدم المشاركة في بطولة الموسم الحالي لعدم توفر الميزانيّة، لكن الصرخة لم تُسمع إلّا عندما خرجت من قاعة غزير، لأن الحكمة في كرة السلّة «غير».

الرئيس التاريخي للنادي الرياضي هشام جارودي قدّم قبل أشهر دعماً ماليّاً للحكمة، لأنّه هو الآخر يدرك تماماً أن الحكمة ليس مجرّد فريق كرة سلّة، إنّه أكثر من ذلك بكثير، حتى ولو كان التنافس مع نادي الرياضي ـ بيروت كبير. المهلة تضيق، والحكمة بات فعليّاً في العناية المركّزة، بانتظار من ينقذه.

ثقافة «المي المصلاية» عامرة بيننا: صلبان الهومنتمن ترفع ضدّ الرياضي!

04-05-2018

منذ الساعة الثامنة مساءً بدأت جماهير الرياضي بيروت وهومنتمن بيروت بالتوافد إلى مجمع نهاد نوفل في زوق مكايل، لمشاهدة نهائي كأس لبنان الذي انطلق عند الساعة العاشرة من ليل الأربعاء- الخميس. ليس في كل مرّة يمكن مشاهدة مباراة مع جمهورين على أرض الملعب، وهذا الأمر يعطي دافعاً للمشجعين للحضور وملئ المدرجات.

نحو 5 آلاف متفرج غصّت بهم قاعة نهاد نوفل التي احتضنت بطولة آسيا قبل أشهر، والذي يحافظ على حلّته المميّزة. تشجيع وهتافات قبل بداية اللقاء وخلاله، كل شيء كان يوحي بأن عشاق اللعبة على موعد مع نهائي مميّز فنيّاً وجماهيريّاً. ثماني دقائق مرّت على انطلاق الربع الأوّل من اللقاء، وتغيّر كل شيء. مشجع من جماهير الرياضي يدخل إلى أرضيّة الملعب اعتراضاً على فتح مدرجات إضافيّة لجماهير هومنتمن، دقائق من «الهرج والمرج» لتعود وتستكمل المباراة بعد جهد من أعضاء الاتحاد والقوى الأمنيّة وإدارة النادي الرياضي. استكمل اللقاء، وبدأت معه الهتافات السياسية والدينيّة على المدرجات من قبل الجمهورين، وبعدها تطوّرت الأمور إلى تراشق بعبوات المياه.

توزيع المشجعين على ضفتي الملعب ساهم إلى حد كبير بتجنّب الاحتكاك المباشر بين الجمهورين، أطلقت جماهير الرياضي بيروت الهتافات الدينيّة والسياسيّة وردّ جماهير هومنتمن برفع «بالونات التشجيع» على شكل «صلبان» ليأخذ التشجيع شكلاً سياسيّاً ودينيّاً على مدرجات رياضيّة، وهذا الأمر ليس جديداً على كرة السلّة، فكان يظهر دائماً خلال مبارايات الحكمة والرياضي في السنوات الماضية، وعاد ليظهر خلال مواجهات نادي المنارة وهومنتمن بيروت، ومن يعرف لبنان وواقعه السياسي والاجتماعي والرياضي يُدرك أنّ الأمر ليس غريباً، على رغم أنّه ليس صحيّاً بالمطلق. في نهائي الكأس ظهرت الأمور في شكل كبير نظراً لوجود جمهورين على أرض الملعب.

حتى قبل نهاية المباراة بوقت قليل سجّل حصول إشكال واعتراضات من الجماهير وتراشق بعبوات المياه، لكن على رغم كل ما حصل وتوقف المباراة في بعض الأوقات، تمكّن أعضاء الاتحاد الذين تواجدوا قبل وقت في الملعب من إخراج المباراة إلى بر الأمان، بالتعاون مع القوى الأمنيّة وإدارتي الناديين. نجحت تجربة حضور جمهورين على أرض الملعب في مباراة نهائية على رغم كل ما حصل، وسيتم المراكمة عليها شرط اتخاذ إجراءات تنظيميّة أكثر صرامة، في المناسبات اللاحقة، داخل الملعب وخارجه، لأن ما حصل داخل الملعب استمر خارجه، وحصل اعتداء على سيارة النقل المباشر التابعة للقناة الناقلة أدّت إلى توقف البث في نهاية المباراة لبعض الوقت.

فنيّاً قدّم لاعبو الفريقين أداء كبيراً خصوصاً على مستوى الهجوم وانتهى اللقاء في اللحظات الأخيرة لمصلحة هومنتمن بنتيجة 77 ــ 70، وربما كان الأداء أفضل وأعلى لو أن الصخب والمشكلات الجماهيريّة كانت أقل، على اعتبار أن ما حصل لم يخدم اللاعبين كثيراً بقدر ما شكّل ضغطاً عليهم. وكان لافتاً خلال احتفال لاعبي وإدارة هومنتمن بلقب البطولة رفع العلم الأرميني وغياب العلم اللبناني بحسب الصور التي وزّعت، وهو ما لاقى اعتراضات كبيرة على وسائل التواصل الاجتماعي، ومن أوساط سلّويّة.

انتهى اللقاء ولكن كل أحداثه الرياضيّة والجماهيريّة والسياسية أيضاً ستنتقل إلى نهائي البطولة الذي ستنطلق مبارياته بعد الانتخابات النيابيّة. والمختلف في السلسلة النهائية للبطولة عن نهائي الكأس أن المباريات ستكون بجمهور واحد فقط، وليس جمهورين. ففي قاعة صائب سلام في المنارة ستحضر جماهير الرياضي بيروت، وفي ملعب مزهر تحضر جماهير هومنتمن بيروت. والأكيد أن السلسلة ستشهد حالة جماهيريّة كبيرة، خصوصاً بين الإشكالات التي حصلت بين الناديين خلال مواجهاتهما في الدوري المنتظم من البطولة، والتي ستضاف إليها أحداث نهائي الكأس.

وبحسب مراقبين ومتابعين للعبة، فإنّ الضغط الجماهيري للناديين على لاعبي الفريق الآخر سواء في المنارة أو في مزهر، والهتافات والشعارات التي تُطلق لن تؤثر في سير البطولة، على اعتبار أن اتحاد اللعبة وإدارة الناديين اتخذوا قراراً حاسماً بضرورة إنهاء البطولة على أرض الملعب، وأن تُستكمل السلسلة الممتدة على 7 مواجهات، وسط محاولات ضبط الجمهور وإبقاء الأمور في إطارها الرياضي. وفي هذا الإطار تقول مصادر سلّويّة إن الاتحاد يريد تصحيح بعض الأخطاء التي ارتكبت خلال الفترة الماضية، وإنهاء البطولة على أرض الملعب، وقد قام بتحضيرات كبيرة لنهائي البطولة، كما أنّ إدارة هومنتمن، خصوصاً رئيس لجنة كرة السلّة في النادي غي مانوكيان غيّر كثيراً أسلوبه في التعاطي مع المناسبات الرياضيّة الكبيرة، وهذا ما ظهر في نصف نهائي البطولة خلال مواجهات هومنتمن والحكمة، إضافة إلى مواجهة نهائي كأس لبنان. ومن جهة الرياضي فإنّ الإدارة الجديدة برئاسة مازن طبارة تتحدّث باستمرار عن ضرورة أن تستكمل البطولة ويكون كل شيء إيجابياً «والأفضل يفوز».

صورة كرة السلّة اللبنانيّة ليست مثاليّة، فالسياسة والطائفية حاضرتان ثابتتان على المدرجات، خصوصاً في الموسمين الماضين بين هومنتمن والرياضي، فالشتائم السياسية والدينيّة حاضرة، واستحضار المجازر الأرمنيّة يتم باستمرار. سلسلة النهائي ستشهد صخباً وتراشقاً كلامياً، وضغطاً هائلاً على لاعبي الفريقين، على لاعبي الرياضي في مزهر، ولاعبي هومنتمن في المنارة.
السلسلة تنطلق الأسبوع المقبل، وهي سلسلة غير عادية إذ إنها تجمع هومنتن «بطل العرب» والرياضي «بطل آسيا»، وفي ذات الوقت تجمع بين حامل لقب الموسم الماضي الرياضي ووصيفه هومنتمن. أبناء المدرب أحمد فرّان يريدون الاحتفاظ بلقب البطولة، فيما هومنتمن في الذكرى المئوية لتأسيسه يريد تحقيق الثلاثية بعد فوزه ببطولة العرب وبكأس لبنان. الرياضي بيروت يمتلك الخبرة والتاريخ الكبير والأسلحة المناسبة للظفر باللقب وإبقائه في المنارة، وهومنتمن يمتلك العزيمة والمستوى الفنّي العالي. السلسلة تنطلق الأسبوع المقبل والجماهير ستكون على موعد مع نهائي على أعلى المستويات فنيّاً، وصراع جماهيري بدأت فصوله في نهائي الكأس.

عودة الى الصحافة

abdogedeon@gmail.com 

ABDO GEDEON   توثيق

جميع الحقوق محفوظة © - عبده جدعون  الدكوانة  2003-2021