AL ARZIADE

الارزياد

 

إلى "الارزياد" .... سر

نهار الرياضة

30 / 04 / 2012

بقلم : عبده جدعون

خلال مؤتمر الجامعة اللبنانية في العالم عام 1972، تقرر، إقامة مهرجان رياضي للشباب سمي " الارزياد " تيمنا بشعار لبنان " الارز الخالد "، على ان يقام المهرجان مرة كل ثلاث سنوات في لبنان ومدته عشرة ايام ، واذا حالت ظروف البلاد دون ذلك، يقام في احد بلدان الاغتراب. كما وضعت برامج عمل لتبادل الزيارات بين الشباب المتحدر والمقيم، وصدر بيان عن الامانة العامة للجامعة، يتضمن نظاماً اساسياً لمهرجانات "الارزياد" المرتقبة، ولوائح تنظيمية من سبعة فصول.
البداية مع اهداف المهرجان وشروط الاستضافة والمشاركة واللجان التنظيمية والتمويل والالعاب المعتمدة ومراسم حفلي الافتتاح والختام، الى جوانب النشاطات الثقافية والفنية خلال المهرجان.
في الماضي القريب وقبل صدور مرسوم انشاء وزارة الشباب والرياضة، حمل هذا الملف المستشار الفني في المديرية العامة للشباب والرياضة جوزف فايز صقر بتكليف من وزير التربية الوطنية وقتذاك وجال به على المسؤولين في الدولة اللبنانية علّه يبصر النور. الا ان الظروف آنذاك حالت دون وضعه موضع التنفيذ.
عام 2004 اقر مجلس الوزراء تقرير اللجنة الوزارية حول السبل الآيلة إلى تعزيز تواصل المغتربين مع وطنهم، بما في ذلك منح هؤلاء المغتربين بطاقة خاصة تسمّى "البطاقة الاغترابية". وفي بند لوزارة الشباب والرياضة يشير التقرير حرفياً الى:
ـ تنظيم مباريات بين النوادي الرياضية في لبنان وبلدان الانتشار.
ـ تنظيم "الارزياد" أي مباريات دولية على غرار الأولمبياد، مرة كل ثلاث سنوات في لبنان.
ـ المشاركة مع وزارة السياحة في تنظيم مخيمات صيفية للشبيبة المتحدرة.
وفي مجلس النواب، وخلال منح الحكومة الثقة عام 2005، طالب احد النواب الشباب مجلس النواب، بالسعي الى تحقيق مشروع بطولة لبنان المقيم والمغترب "الارزياد"، لتشجيع السياحة الرياضية واستقطاب المنتخبات والنوادي الاقليمية لاقامة معسكرات تدريب في لبنان. ولفت الى وجوب الافادة من منشآت المدينة الكشفية في سمار جبيل بالبترون والمنشآت الرياضية الاخرى وتأهيلها، لتكون مجال لقاء وتفاعل كشفي ورياضي وشبابي على مستوى لبنان والمنطقة وحتى اللقاءات العالمية.
والى اليوم لم نعد نسمع او نشاهد اي شيء عن هذا المهرجان، وكأنه اختفى او غاب عن بال المسؤولين والمؤتمنين على الرياضة في بلدنا، وضاع كما غيره من المشاريع التي ذهبت ادراج الرياح.
 السؤال: هل بات جمع الشباب اللبناني المتحدر والمقيم مستحيلاً؟
وهل اصبحت مواهب اللبناني محصورة بالمآدب والخطابات الرنانة؟
هل يعلم السادة ان المادة الثامنة عشرة من القرار الرسمي الذي اتخذته الجامعة تحدد عدد الدول التي يحق لها اقامة هذا المهرجان بسبع دول مشاركة على الاقل، وان يقتصر اي نشاط اقله على جمع اربع دول؟
ما المانع من التنسيق بين مسؤولينا في وزارات الشباب والرياضة والسياحة والثقافة والخارجية والمغتربين والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم، بغية احياء مشروع المهرجان ووضعه موضع التنفيذ؟
الدولة اللبنانية استضافت الالعاب الفرنكوفونية والدورات الرياضية العربية. والاتحادات الرياضية اللبنانية استضافت ايضاً عدداً من الدول فاق عددها السبع من دون احتساب نظام مهرجان "الارزياد" ، واربع دول لأي نشاط.
 صحيح ان منشآتنا الرياضية متواضعة لكنها تفي بالغرض. ونستطيع استخدامها كما استخدمناها سابقاً، والعالم يشهد لنا بحسن الاستقبال والتنظيم، فالكادرات الفنية متوافرة، وكيف اذا تضمن المهرجان نشاطات ثقافية وفنية؟ وللتذكير، نحن نستقدم سنوياً اشهر الفرق الفنية ونقيم الندوات الثقافية والمعارض المتنوعة في مجمعاتنا المجهزة بأفضل التكنولوجيات الحديثة .
ماذا ينقصنا: التمويل؟ المستثمرون جاهزون كالعادة، والجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مع مغتربينا ورئيسها الفرد متى، يساهمون اليوم على الارض اللبنانية بمئات الملايين من الدولارات وآخرها دعم الجيش اللبناني بمليون دولار كما اعلن متى في رسيتال بكركي يوم الجمعة 23 آذار 2012.
ينقصنا القرار، وكلنا امل لتحقيق هذا المهرجان لان الافادة منه اكبر من تكاليفه.
ففي تحقيقه تأكيد للجهود المبذولة مع دنيا الاغتراب لتوثيق العلاقات بين الشباب المتحدر من اصل لبناني وجمع شمله في الوطن الام، لما فيه الخير والعزة والقوة للوطن.

abdogedeon@gmail.com

ABDO GEDEON  توثيق